تعريف بجامع الكتاب محمد بن منصور المرادي ¦
  الباب، فقمتُ ففتحتُ له، فسلّم على القوم ودعا لهم بالسلامة وقال: الحمد لله الذي جمعنا وإياكم في دار وليّ من أوليائنا.
  قال محمد بن منصور: وهؤلاء الذين كانوا يُشَارُ إليهم، ويَفْزَعُ السلطان منهم، وقد امتنعوا من الحضور عندهم وفي مجالسهم، وأخذ عطاياهم.
  قال محمد بن منصور: فوَرَدَ علي من السرور ما لا أُحْسِنُ أن أصفه، ودهشت، وأردتُ أن أخرج فآخذ ما يأكلون. فقالوا: إلى أين تمضي؟ زرناك وتتركنا وتخرج؟ فقلت: يا سادتي آخذ لكم ما يصلح من المأكول. فقالوا: وما عندكَ شيء؟ قلت: بلى، ولكن استزيد. قالوا: وما عندك؟ قلت: عندي خبز وملح ولبن وتمر سابري. فقالوا: أقسمنا عليك لا تزد على هذا شيئاً، وأَغْلِق الباب لنأمن. فقمتُ وأغلقته واستوثقتُ من الباب، وقدّمت إليهم طبقاً عليه خبز وملح وخلّ ولبن وتمر، فاجتمعوا وسمّوا الله - ø - وجعلوا يأكلون من غير حشمة حتى استوفوا، وشربوا من ماء الفرات الذي كان عندي، وقاموا فتوضؤوا للصلاة، وصلّوا الصلاة الأولى [أي: الظهر] فرادى ووحدانا؛ فلما انفتلوا مدّوا أرجلهم، كل واحد على سجادته يتحدّثون، ويغتمّون لأمة محمد ÷ وما هم فيه من الجور والظلم؛ فقمتُ وقعدتُ على عَتَبة الصفَّة ليراني جماعتهم وبكيتُ، وقلتُ: يا سادة، أنتم الأئمة، وأنتم أولاد رسول الله ÷ وأولاد علي وفاطمة - صَلَوَاتُ الله عَلَيْهم أجمعين - وأنتم المشار إليكم، وأنتم أهل العقد والحلّ، وأنتم العلماء والأئمة من ذرية النبي ÷ وولد الوصي #، قد اجتمعتم، وجمع الله بينكم، ونحن بلا إمام، ولا لنا جمعة ولا جماعة ولا عيد - قلت: والأظهر أن نفي الجمعة [ونفي العيد] لأنهم لا يجيزونها مع الظلمة، وأما الجماعة فلعدم تعيين الأولى بها، وبعد البيعة تعيَّن فائتموا به، والله أعلم - (رجع) فارحموا كبر سني، واعملوا فيما يقرّبكم إلى الله - ø - وبايعوا واحداً منكم، أعلمكم وأقواكم، حتى يكون الرضا منكم، ترضون به الإمام لي