أمالي الإمام أحمد بن عيسى،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

باب دخول المسجد

صفحة 570 - الجزء 1

باب دخول المسجد

  فإذا دخلت المسجد الحرام إن شاء الله تعالى، فاستقبل الركن الذي فيه الحجر الأسود؛ فادع الله ø وأثن عليه بما هو أهله، وصل على النبي ÷ وأهل بيته، وقل: (تصديقا بكتابك وسنة نبيك محمد ÷)، فإن استطعت أن تقبل الحجر الأسود فقبله، وإلا فاستلمه بيدك اليمنى ثم قبلها، فإن لم تستطع أن تستلمه وزوحمت عليه فافتتح به واختم، فإن استلمته في كل طواف فهو أفضل، واستلم الركن اليماني والحجر الأسود، افعل ذلك سبع مرات إن قدرت عليه، وإلا فافتتح بالحجر الأسود واختم به، فإنه لا بد لك من ذلك واستقبله، فإذا فرغت من طوافك فَأْتِ مقام إبراهيم فصلِّ عنده ركعتين واتخذه إماما، واقرأ فيهما «قل هو الله أحد»، و «قل يا أيها الكافرون»، ثم ائت الحجر الأسود فقبله واستلمه، وليكن آخر عهدك استلامه فإنه لا بد من ذلك⁣(⁣١).

باب الصفا والمروة

  ثم اخرج إلى الصفا فاصعد عليه⁣(⁣٢)، واستقبل الركن الذي فيه الحجر الأسود، فادع الله، وأثن عليه، وصل على النبي ÷، وتخير لنفسك من الدعاء، واستغفر لذنبك، وانحدر من الصفا، فإذا بلغت الوادي حيث تأخذ في الهبوط، فاسع فيه حتى تجاوزه، وقل وأنت تسعى: (اللهم اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الله الأعز الأكرم)، ثم ائت المروة، فاصعد⁣(⁣٣) عليها، فاستقبل البيت، وادع الله، وأثن عليه، وصل على النبي ÷، وعلى أهل بيته، وقل مثل ما قلت على الصفا.

  ثم انحدر منها إلى الصفا، فإذا مررت بالوادي حين تأخذ بالهبوط، فاسع فيه


(١) - أي: في الإتيان بالمستحب والسنة؛ لأنه لا يتم الطواف إلا به. (من هامش أ).

(٢) في (ب): إليه.

(٣) في (ب): واصعد.