باب من كره الصياح وغيره عند المصيبة
  والطعين(١)، والمبطون، وصاحب الهدم، والغريق والمرأة تموت جُمْعاً(٢)». قالوا: وكيف تموت المرأة جمعا؟ قال: «يعترض ولدها في بطنها». قال: فخرج النبي ÷ فوجد عبدالله بن رواحة خفة في جسمه. قال: فقيل للنبي ÷ هذا عبدالله بن رواحة. قال: فوقف، فقال: «يا عبدالله حدث بما رأيت، فقد رأيت عجباً». قال: رأيت ملكا من الملائكة بيده مقمعة من حديد تأجج ناراً كلما صرَخَتْ صارخةٌ: يا جبلاه(٣)، أهوى بها لهامتي، أنت جبلها؟ فأقول: بل الله فيكف بعد إهواءٍ، فإذا قالت: يا عزاه! أهوى بها لهامتي، أنت عزها؟ فأقول: بل الله، فَيَكُفُّ بعد إهواءٍ. فقال رسول الله ÷: «صدق، فما بال موتاكم يبتلون بقول أحيائكم(٤)».
  ١٤٤٢ - وبه قال: حدثنا محمد قال: حدثني حمزة(٥) بن أحمد قال: حدثني عمي(٦)، عن أبيه، عن جده، عن علي # قال: (لما مات إبراهيم أمرني رسول الله ÷ فغسلته، وكفنه رسول الله ÷ وحنطه، وقال لي: «احمله يا علي»، فحملته حتى جئت به إلى البقيع، فصلى عليه رسول الله ÷، ثم
(١) وهو المصاب بالطاعون. (هامش و).
(٢) في تاج العروس: وماتت المرأة بجُمْعٍ مثلثة نقل الجوهري الضم والكسر ... إلخ.
(٣) وفي (هـ): يا حبلاه بالحاء المهملة، وفي الهامش: معنى الحبل الأمان وساق كلاماً كثيراً قال في آخره: تمت نهاية. والظاهر أنها ألفاظ كانت العرب تستخدمها في النياحة مثلها مثل: يا كهفاه يا رئيساه ... إلخ.
(٤) في المخطوطات: أحياكم. والمثبت من (ب).
(٥) قال في الطبقات ما لفظه: حمزة بن أحمد عن أبيه عن جده وعن عمه عبدالعظيم بن عبدالله: هو حمزة بن أحمد بن عبدالله بن علي السديد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، قال في كتاب الأنساب في ذكر أحمد بن عبدالله ... إلى قوله: له عقب، وروى عنه محمد بن منصور في غسل إبراهيم بن الرسول ÷. (هامش و).
(٦) هو عبدالعظيم بن عبدالله.