باب من كره الصياح وغيره عند المصيبة
  قال لي: «انزل يا علي في قبره، فنزلت، ودلاه عليّ رسول الله ÷»، فلما أن رآه منصبا بكى رسول الله ÷، فبكى المسلمون لبكاء رسول الله ÷ حتى ارتفعت أصوات الرجال على أصوات النساء، فنهاهم رسول الله ÷ أشد النهي وقال: «تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، لولا أجل معدود، ويوم موعود لاشتد حزننا عليك يا إبراهيم، وإنا بك لصبون(١) وإنا عليك لمحزونون»، ثم سوى قبره، ووضع يده عند رأسه وغمزها حتى بلغت الكوع، وقال: «بسم الله ختمتك من الشيطان أن يدخلك»، ثم قال لي: «يا علي، إن كان إبراهيم لنبياً».
  قال عمي: فقلت لأبي: «يا أبة(٢) كيف يكون(٣) [إن كان](٤) لنبياً، وقد قال الله ø: لا نبي بعده(٥)؟ فقال: أفلا ترى أنه مضى قبله، وأن محمداً ختمه ÷».
  ١٤٤٣ - وبه قال: حدثنا محمد قال: حدثني حمزة بن أحمد قال: حدثني عمي، عن أبيه، عن جده، عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «لو أن إبراهيم عاش ما أذنت في قبطي يسترق ولا قبطية».
  ١٤٤٤ - وبه قال: حدثنا محمد قال: حدثني حمزة بن أحمد قال: حدثتني عمتي، عن أمها أم حسين، أنها حضرت جعفر بن محمد عند وفاته فقال: «لا تلطمن علي
(١) قال في لسان العرب: صَبَّ الرَّجُلُ إِذا عَشِقَ يَصَبُّ صَبابة، وَرَجُلٌ صَبٌّ، وَرَجُلَانِ صَبَّان، وَرِجَالُ صَبُّون، وامرأَتان صَبَّتان، وَنِسَاءٌ صَبَّات. اهـ (منه). وفي (أ، ب، هـ): لمصابون.
(٢) في (ب): أبتي.
(٣) في (ب): يقول.
(٤) سقط من (هـ).
(٥) في (أ، ج): بعدك.