أمالي الإمام أحمد بن عيسى،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

باب من كره الصياح وغيره عند المصيبة

صفحة 8 - الجزء 2

  قال لي: «انزل يا علي في قبره، فنزلت، ودلاه عليّ رسول الله ÷»، فلما أن رآه منصبا بكى رسول الله ÷، فبكى المسلمون لبكاء رسول الله ÷ حتى ارتفعت أصوات الرجال على أصوات النساء، فنهاهم رسول الله ÷ أشد النهي وقال: «تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، لولا أجل معدود، ويوم موعود لاشتد حزننا عليك يا إبراهيم، وإنا بك لصبون⁣(⁣١) وإنا عليك لمحزونون»، ثم سوى قبره، ووضع يده عند رأسه وغمزها حتى بلغت الكوع، وقال: «بسم الله ختمتك من الشيطان أن يدخلك»، ثم قال لي: «يا علي، إن كان إبراهيم لنبياً».

  قال عمي: فقلت لأبي: «يا أبة⁣(⁣٢) كيف يكون⁣(⁣٣) [إن كان]⁣(⁣٤) لنبياً، وقد قال الله ø: لا نبي بعده⁣(⁣٥)؟ فقال: أفلا ترى أنه مضى قبله، وأن محمداً ختمه ÷».

  ١٤٤٣ - وبه قال: حدثنا محمد قال: حدثني حمزة بن أحمد قال: حدثني عمي، عن أبيه، عن جده، عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «لو أن إبراهيم عاش ما أذنت في قبطي يسترق ولا قبطية».

  ١٤٤٤ - وبه قال: حدثنا محمد قال: حدثني حمزة بن أحمد قال: حدثتني عمتي، عن أمها أم حسين، أنها حضرت جعفر بن محمد عند وفاته فقال: «لا تلطمن علي


(١) قال في لسان العرب: صَبَّ الرَّجُلُ إِذا عَشِقَ يَصَبُّ صَبابة، وَرَجُلٌ صَبٌّ، وَرَجُلَانِ صَبَّان، وَرِجَالُ صَبُّون، وامرأَتان صَبَّتان، وَنِسَاءٌ صَبَّات. اهـ (منه). وفي (أ، ب، هـ): لمصابون.

(٢) في (ب): أبتي.

(٣) في (ب): يقول.

(٤) سقط من (هـ).

(٥) في (أ، ج): بعدك.