(865) مسألة: في معنى قوله تعالى: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة}
  ابن عباس وغيره يقول: أوله سفاح وآخره نكاح، وكان يقول: يقبلهما الله ø إذا تفرقا، ولا يقبلهما إذا أجتمعا! إنكاراً على من ينكر ذلك(١).
  وروي داود، عن الإمام القاسم نحو ذلك، إلا أنه قال: لا بأس بذلك إذا تابت وتاب، وعاد إلى ولاية الله بعد عداوته، وأخلص كل واحد منهما الله ø في توبته(٢).
(٨٦٥) مسألة: في معنى قوله تعالى: {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً}
  وسئل الإمام القاسم # عن معنى قوله تعالى: {ٱلزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوۡ مُشۡرِكَةٗ}[النور: ٣]؟
  فقال: كذلك الزاني لا يأتي إلا من كانت زانية مثله، أو كان مشركاً، فالشرك أكبر من الزنا(٣).
  وسئل الإمام القاسم # أيضاً عن قول الله تبارك وتعالى: {ٱلزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوۡ مُشۡرِكَةٗ}[النور: ٣]؟
(١) الأحكام: ١/ ٣٥٥ - ٣٥٦.
(٢) الجامع الكافي: ٤/ ٤٩، كتاب النكاح، مسألة رقم (١٢٣٣).
(٣) الجامع الكافي: ٤/ ٤٩، كتاب النكاح، مسألة رقم (١٢٣٣).
وقال الإمام الهادي إلى الحق # في الأحكام: ١/ ٣٦١ - ٣٦٢: «وأما معني قول الله - تبارك وتعالى -: {ٱلزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوۡ مُشۡرِكَةٗ وَٱلزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَآ إِلَّا زَانٍ أَوۡ مُشۡرِكٞۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٣}[النور] فهو إخبار من الله ø أنه لا يرتكب الفاحشة من الزنا، ولا يطاوع الزاني بالفجور من النساء إلا زانية من المليين أو مشركة مستحلة للزني من المشركين، وكذلك قوله في الزانية لا ينكحها، ولا يرتكب الفاحشة منها ولا يستحل ما حرم الله من إتيانها إلا زان من الملين أو مشرك مبيح ذلك لفسه من المشركين».