مولده #:
  والصحة، لا يوجد فيها أي مخالفة للقواعد العربية».
  ثم أخذ في علم الكلام على أخيه الهادي بن يحيى، وتممه على شيخه العلامة محمد بن يحيى المدحجي، وكان من البارعين في هذا الفن، فسمع عليه (الخلاصة)، ونقل (الغياصة) غيباً؛ ثم قرأ شرح (الأصول)، وألقى عليه شيخه (الغرر والحجول) الذي صنفه الفقيه القاسم بن أحمد بن حميد، فأتقن حفظهما حتى انتهى إلى أن أختصرهما، وجمع معانيهما في كراسين ونصف بالقطع الصغير ليسهل عليه نقله، ثم انتقل إلى علم اللطيف، فقرأ (تذكرة ابن متويه) على شيخه المذكور، وما خرج حتى أتقن ذلك إتقاناً عجيباً، ثم قرأ (المحيط) على الفقيه المذكور؛ ثم انتقل إلى أصول الفقه، فسمع عليه (الجوهرة) وحققها تحقيقاً عجيباً، ثم اختصرها في منظومة سماها (فائقة الفصول)، وذلك بعد أن أخذ في قراءة (المعتمد في أصول الفقه) لأبي الحسين البصري، فتمت جامعة لأصول الفقه والخلاف فيه مع صغر حجمها وبلاغة نظمها، ثم انتقل إلى (منتهى السؤول) فقرأه على شيخه الفقيه المذكور، فبلغ فيه من الإتقان والتحقيق ما لم يبلغه غيره، وفي عرض ذلك سمع سيرة رسول الله على الفقيه العالم علي بن صلاح العدوي، وسمع من كتب اللغة (نظام الغريب)، و (مقامات الحريري)، فصنَّف شرحاً لمقامات الحريري ذهب يوم معبر، وفي عرض ذلك سمع (سنن أبي داود)، واستجاز كتاب (البخاري) و (مسلم)، و (الترمذي)، و (ابن ماجه) من الشيخ المشهور بالحديث سليمان الكوفي من ثغر العدينة، فكتب إليه إجازة في ذلك، وبعد أن ثبتت له اليد الطولى في هذه العلوم أخذ في سماع الكشاف على الفقيه المقريء أحمد بن محمد البحيري.
  وأما علم الفروع فجعل يسمع على أخيه بالليل ما قد جمعه على مشائخه، ثم يختصر ما ألقى عليه صنوه، من الكتب التي يقريه فيها، حتى ألّف كتاباً، مجلداً، مبسوطاً، مستوفياً للخلاف، ولكلام السادة والمذاكرين.