القسطاس المقبول الكاشف لمعاني معيار العقول،

الحسن بن عزالدين المؤيد (المتوفى: 929 هـ)

[الحقيقة الشرعية:]

صفحة 44 - الجزء 1

  جنس وفصل.

  وما تقدم أيضا من تقرير عدم اشتراط النقل وارد هنا، فالأجود أن يقال: هي اللفظ المستعمل فيما وضع له في العرف على نحو ما تقدم أيضا.

  وهذه الحقيقة إما من قوم مخصوص وهي العرفية الخاصة بذلك القوم، كاصطلاحات أهل كل صناعة من العلماء وغيرهم، وتسمى اصطلاحية أولاً، وهي العرفية العامة، وغلبة العرفية عند الاطلاق فيها، وذلك (كالدابة) لذوات الأربع بعد أن كانت في اللغة لكل ما يدب على الأرض.

  قال تعالى: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ}⁣[الأنعام: ٣٨]، (والقارورة) لما يستقر فيه الشيء من الزجاج بعد أن كانت لكل ما يستقر فيه من إناء وغيره، (ونحوهما) كالدبران⁣(⁣١) لعين الثور، وهو المنزل الرابع من منازل القمر بعد أن كان لكل ما يتصف بالدبور، والغائط للخارج المستقذر إذ غلب فيه بعد أن كان في الأصل للمكان المطمئن.

  وأنت تعرف أن قوله: نحوهما، تكرار لا حاجة إليه؛ لأن الكاف سادة مسده وسيأتي غير هذا في كلام المتن ويمكن توجيهه بأن الكاف بمعنى مثل، وقد يراد بها ذات الشيء، نحو مثلك لا يبخل، أي أنت.

  قيل: وصفة النقل في العامة أن ينقل الاسم طائفة من الطوائف ويستفيض فيها ويتعدى إلى غيرها ويشيع في الكل على طول الزمان، ثم ينشأ مَنْ بعدهم مقتفيا أثرهم، في استعماله في ذلك المعنى، وإنما قيل بهذا لِبُعْدِ تواطؤ أهل اللغة مع سعتهم على ذلك.

  (وأنكر قوم إمكان) الحقيقة (الشرعية) وهو من يقول: إن اللفظ اللغوي مفيد


(١) الدَّبَران، محركة: منزلُ للقمر. تمت قاموس.