[الموضوعات اللغوية وأقسامها]
  عليهم إيجابا (فكلي، وإلاَّ) يشترك(١)، (فجزئي) حقيقي (كالأعلام)، أو إضافي كالأنواع أي بالإضافة إلى اندراجها تحت جنسها (والكلي إن تفاوت) مفهومه بشدة وضعف أو تقدم وتأخر (كالوجود للخالق والمخلوق) فإنه للخالق أشد وأقدم، بخلاف اتصاف الأب والابن بالإنسانية، (و) كذا (الأحمر للقاني) شديدة الحمرة (وغيره) وهو ضعيفها(٢) فإنَّه للقاني أشد (فمشكك) ويسمى مشككا؛ لأنه شكك السامع في أنَّه متواطئ نظرا إلى اشتراك الكل في أصل المعنى، أو مشترك نظرا إلى الاختلاف في ذلك، (وإلاَّ) يقع في مفهومه تفاوت (فمتواطئ)؛ لأن لفظه أفاد معنى متماثلا غير مختلف بوجه فكأنّ ألفاظه تواطت على ذلك وذلك (كالإنسان) بالنسبة إلى أفراده فإن كلها متفقة في الإنسانية مستوية فيها غير متفاوتة، (و) كذلك (الحيوان) فإنه موضوع لكل ما يصح منه أن يدرك من غير زيادة ولا نقصان، واستواء أفراده في ذلك ظاهر.
  الثاني: لفظ كثير لمعنى كثير، ويسمى المتباينة تفاصلت نحو إنسان وفرس، أو تواصلت كصارم وسيف، (ثم الكلي إمَّا أن يوضع لحقيقتين مختلفتين وضعاً أو لا فمشترك) لاشتراك المعنيين في اللفظ (وإلاَّ) يوضع لحقيقتين بل لحقيقة واحدة (فمفرد).
  وقلنا: مختلفتين ليخرج المتواطئ، ولا خفاء أنَّه لحقيقة واحدة، فالقيد حشو.
  وقلنا: وضعا أولاً ليخرج الحقيقة والمجاز، وهذا مبني على أن المجاز يحتاج إلى نقل.
  وقد علمت أن المختار خلاف ذلك، ثم لا خفاء أن المراد بالحقيقتين هو
(١) أي وإن لا يشترك في مفهومه كثيرون، بل وضع على مدلول بعينه لا يتجاوزه. (تمت منهاج الوصول إلى معيار العقول ص ٨٢٨).
(٢) أي ضعيف الحمرة. تمت.