القسطاس المقبول الكاشف لمعاني معيار العقول،

الحسن بن عزالدين المؤيد (المتوفى: 929 هـ)

[القراءة الشاذة والعمل بها]

صفحة 68 - الجزء 1

  (فرع: العترة وأبي حنيفة وأصحابه وأحمد بن حنبل⁣(⁣١) والمزني والشافعي في قديم قوليه، والشاذة) مثل قراءة ابن مسعود «فصيام ثلاثة أيام متتابعاتٍ»، (كالخبر الأحادي في وجوب العمل به) فيجب التتابع لذلك (عطا⁣(⁣٢)، والشافعي، ومالك⁣(⁣٣)، والمحاملي⁣(⁣٤)، وابن الحاجب لا) يجوز العمل بها.

  (لنا: العدالة توجب القبول فيتعين أحدهما) كونه قرآناً، أو خبرا وَرَدَ بيانا فظن قرآناً، فألحق به، فإن غير الخبر الوارد لذلك لا يحتمل ذلك، وعلى التقديرين يجب العمل به، ولا يحتمل أن يكون مذهبا له ألحقه به إذ لا يظن بالعدل ذلك، وأيضا فإنه يلزم الإكفار.

  قالوا: ليس بقرآنٍ لعدم تواتره، ولا خبر يصح العمل به، للقطع بخطأه، إذ نقل قرآناً وليس بقرآنٍ، فلا يعمل به.

  قلنا: غايته أن يكون كونه قرآنا خطأً، وهو لا يوجب أن يكون كونه خبراً خطأً؛ لجواز أن يكون خبراً لم ينقل خبراً، ولا نسلم أن هذا يوجب القطع بخطائه.

  وأنت خبير بأن هذا لا يدفع الإشكال المتقدم.


(١) أحمد بن حنبل: أبو عبد الله الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني. امتحن أيام المأمون بن هارون الرشيد، في قضية ما كان يسمى حينذاك بخلق القرآن. توفي عام (٢٤١ هـ/ ٨٥٥ م). (تمت من حاشية منهاج الوصول إلى معيار العقول ص ٤٧٥).

(٢) عطاء: هو أبو السائب عطاء بن السائب بن مالك الثقفي. تابعي مشهور. توفي عام (١٣٦ هـ/ ٧٥٤ م). انظر لوامع الأنوار: لوالدنا ومولانا الإمام مجدالدين بن محمد المؤيدي # /١/ ٤٤٥. والبخاري: التاريخ: /٦/ ٤٦٥. وابن حجر: تهذيب التهذيب: /٧/ ٢٠٣ - ٢٠٧.

(٣) مالك: الإمام مالك بن أنس الأصبحي - المتوفى سنة مائة وتسع وسبعين - يُفتِي بالخروج مع الإمام محمد بن عبدالله وأخيه الإمام إبراهيم بن عبدالله، وقرأ على الإمام جعفر بن محمد الصادق $. (تمت التحف شرح الزلف. لوالدنا ومولانا الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي # ص ٧٩).

(٤) المحاملي: هو أحمد بن كامل بن خلف البغدادي (أبو بكر). توفي عام (٣٣٠ هـ/ ٩٤١ م). (تمت من حاشية منهاج الوصول إلى معيار العقول ص ٢٤١).