القسطاس المقبول الكاشف لمعاني معيار العقول،

الحسن بن عزالدين المؤيد (المتوفى: 929 هـ)

[المحكم والمتشابه]

صفحة 69 - الجزء 1

[المحكم والمتشابه]

  (فرع:) في القرآن محكم ومتشابه قال تعالى: {مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}⁣[آل عمران: ٧].

  (والمحكم) هو: (الذي لم يرد به خلاف ظاهره) سواء كان نصاً أو ظاهراً.

  ولو قيل: ما أريد به ظاهره لكان أوجز، والإيجاز يجب أن يعتبر في الحدود.

  وسمي المحكم محكما؛ لأن عبارته محكمة لحفظها من الاحتمال.

  (والمتشابه مقابله) وهو: ما أريد به خلاف ظاهرة.

  قال #: وسمي متشابها؛ لأن ظاهره يشبه الحق، لصدوره من عدل حكيم، والباطل لمخالفته مقتضى العقل.

  مثال المحكم: {لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ...}⁣[الأنعام: ١٠٣]، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣[الشورى: ١١]، {إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ...}⁣[الأعراف: ٢٨].

  والمتشابه مثل: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ٢٣ ...}⁣[القيامة] {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ٥}⁣[طه] {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ...}⁣[الإسراء: ١٦].

  وأنت تعلم أن المجمل خارج عنهما؛ لأنه لم يعرف الغرض به فيعلم مطابقته لحكم العقل أو عدم مطابقته، والظاهر الحصر في النوعين، فلو قيل في المحكم هو: المتضح المعنى، وفي المتشابه: غير المتضح المعنى، كما ذكر ابن الحاجب لكان أجود وأقع، ولدخل في المتشابه المجمل، إما للاشتراك كثلاثة قروء أو لغيره، أو لأن ظاهرة التشبيه.