[الحجة الخامسة: إجماع أهل البيت $]
  ولم يَزَلِ الرسولُ ÷ يُبَيِّنُ للأُمَّةِ شَأنَه، ويُوَضِّحُ للأُمَّةِ مَكَانَه، وأَنَّه ثانيِهِ في مَقَامِهِ وَعَهْدِه، وتَاليهِ في القيامِ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْدِه، من ابتداءِ البعثةِ إلى انتهائِهَا، مَنْ يدورُ الحقُّ والقرآنُ معه، كَمَا قال الرسولُ ÷ لِمَنْ سَمِعَه، قاتلُ الناكثين والقاسطين والمارقين، مَنْ طَوَّقَ اللَّهُ تعالى بِوَلاَيَتِهِ الأَعْنَاق، وَجَعَلَ مَوَدَّتَهُ عَلامَةَ الإيمان، وبُغْضَهُ عَلامَةَ النفاق، مَنْ أَيَّدَ اللَّهُ تعالى بِسَيْفِهِ وَعِلْمِهِ نبوةَ أَخيه، وَمَهَّدَ بهما قواعدَ الإسلام، وَأَوْرَثَهُ عِلْمَ أنبيائِهِ وَرُسُلِهِ الكِرَام، وجَعَلَ أَبناءَهُ أَبناءَ رسولِ اللَّهِ بنصِّ الكتابِ في آية (المباهلة)، وغيرها من الأدلة المتواترة، فهم حُجَّتُهُ عَلَى جميع الأنام.
[الحجة الخامسة: إجماع أهل البيت $]
  وخامسُهَا: إجماعُ أهلِ الذِّكْر، وأُولِي الأَمْر، مِن آلِ الرسولِ ÷، وَرَثَةِ الكتاب، وحُجَجِ اللَّهِ تعالى عَلَى ذَوي الأَلباب، وأَمَانِ أَهْلِ الأَرْضِ من استئصال العَذَاب، المشهودِ بِحُجِّيَةِ إِجْمَاعِهِم، وَعِصْمَةِ جَمَاعَتَهِم بآيةِ الْمَوَدَّةِ والتَّطْهِير، وأَحَادِيثِ الْكِسَاءِ وَالتَّمَسُّك، وخبري السفينةِ(١).
  وغيرِ ذلك مما لا يُحصى كثرةً، كتابًا وسُنَّةً، والغَرَضُ الإشارةُ إلى الدليلِ لا التطويل.
(١) خبري السفينة، الأول: عن رسول الله ÷، وهو قوله: «أَهْلُ بَيْتِي فِيْكُمْ كَسَفِيْنَةِ نُوْحٍ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ وَهَوى»، وتخريجه والكلام عليه مستوفى في (الفصل الأول) من (لوامع الأنوار) للإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # (ط ١/ ١/٩٣)، (ط ٢/ ١/١٣٢)، (ط ٣/ ١/١٨٣).
والثاني: عن وصيّ رسول الله ÷ أمير المؤمنين، وإمام المتقين علي بن أبي طالب صلوات الله تعالى عليه، وهو قوله: (أَيُّها النَّاسُ اعْلَمُوا أنَّ العِلْمَ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى الأَنْبِياءِ مِنْ قَبْلِكُمْ فِي عِتْرَةِ نَبِيِّكُمْ، فَأَينَ يُتَاهُ بِكُمْ عَنْ عِلْمٍ تُنُوسِخَ مِنْ أَصْلَابِ أَصْحَابِ السَّفِيْنَةِ، هَؤلَاءِ مِثْلُهَا فِيْكُم، وَهُمْ كَالْكَهْفِ لِأصْحَابِ الكَهْفِ، وَهُمْ بَابُ السِّلْمِ، فَادْخُلوا فِي السِّلْمِ كَافَةً، وَهُمْ بَابُ حِطَّةَ مَنْ دَخَلَهُ غُفِرَ لَهُ، خُذوا عَنّي عَنْ خَاتمِ الْمُرْسَلِيْنَ، حُجَّة مِنْ ذِي حُجَّةٍ، قَالَهَا فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ: «إِنِّي تَارِكٌ فِيْكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا مِنْ بَعْدِي أَبَدًا: كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، إنَّ اللطِيْفَ الخَبِيْرَ نَبَّأَنِي أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضِ». انتهى.
انظر (التحف شرح الزلف) (ط ١/ص ١٩)، (ط ٢/ص ٣٢)، (ط ٣/ص ٤٨)، (ط ٤/ص ٩٠).