[الكلام على التحف شرح الزلف]
  وَأَمَّا قولُهُ: «لَوْ أَنَّ الرَّسُولَ ÷ أَوْصَى بِالخِلَافَةِ لِعَلِيٍّ # وَخَالَفُوه لَكَفَرُوا».
  فَالجَوَابُ: أَنَّ كَلَامَ عُلَمَاءِ الإِسْلَامِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مَعْلُومٌ، وَهَذَا إِلْزَامٌ بَاطِلٌ لَيْسَ عَلَيْهِ أَثَارَةٌ مِنْ عِلْمٍ(١).
  وَقَدْ عَلِمَ النَّاسُ كَافَّةً مَذْهَبَ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ وَالتَّسْلِيمِ، وَلَمْ يَقُولُوا إِنَّهُمْ كَفَّرُوا الصَّحَابَةَ وَلَا غَيْرَهُمْ بِالخِلَافِ فِي الخِلَافَةِ.
  وَإِثَارَةُ مِثْلِ هَذَا وَنَشْرُهُ لَيْسَ مِنَ الإِرْشَادِ فِي شَيءٍ، بَلْ هُوَ مِنْ قَصْدِ التَّلْبِيسِ وَالإِفْسَادِ، وبَذْرِ الفُرْقَةِ بَيْنَ طَوَائِفِ العِبَادِ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
  وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنَّهُ اطَّلَعَ عَلَى كَلِمَةٍ فِي فَضْلِ الإِمَامِ الهَادِي # فِي (شَرْحِ الزُّلَفِ)، فَقَدْ أَجَبْنَا عَلَيْهِ بِرِسَالَةٍ مُسْتَقِلَّةٍ (الْمَاحِي لِلْرَّيْبِ فِي الإِيمَانِ بِالغَيْبِ)، فَيَنْبَغِي أَنْ تَطَّلِعُوا عَلَيْهَا، وَتَتَأَمَّلُوا فِيهَا.
[الكلام على التحف شرح الزلف]
  وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي شَأْنِ (شَرْحِ الزُّلَفِ): إِنَّهُ يُرِيدُ صِحَّةَ مَا قَرَّرْنَاهُ فِيهَا، فَنَحْنُ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى قَدْ أَوْضَحْنَا فِيهَا الأَدِلَّةَ مِنَ الآيَاتِ القُرْآنِيَّةِ، وَالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ بِطُرُقِهَا الصَّحِيحَةِ، بِمَا إِنْ تَأَمَّلَهُ ذَوُوا العِلْمِ وَالإِنْصَافِ لَمْ يَسَعْهُمْ إِلَّا التَّسْلِيمَ وَالاِعْتِرَافَ، وَنَحْنُ فَاتِحُونَ صُدُورَنَا لِحَلِّ مَا أَشْكَلَ عَلَى كُلِّ مُطَّلِعٍ فِيهَا عَلَى طَرِيقِ أَهْلِ العِلْمِ، الْمُجَانِبِينَ لِلْهَوَى وَالاِعْتِسَافِ.
[الكلام على حديث الغدير]
  وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي حَديثِ «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ...» إلخ، فَالخَبَرُ مَعْلُومٌ لِلأُمَّةِ، وَمَعَانِيهِ وَأَسْبَابُهُ وَاضِحَةٌ(٢).
(١) «أَثَارَةٌ مِنْ عِلْمٍ: بَقِيَّةٌ مِنْه». من (مختار الصحاح).
(٢) وقد استوفى مولانا الإمام مجدالدين بن محمد المؤيدي # البحث في هذا في (الفصل الأول) من (لوامع الأنوار) (ط ١/ ١/٣٧)، (ط ٢/ ١/٦٦)، (ط ٣/ ١/٧٣).