مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[بحث في خبر: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا»]

صفحة 259 - الجزء 1

  لأَمِيرِ المؤْمِنِينَ #، وَلَا مَانِعَ مِنْهُ.

  هذا، فتكونُ مُخَصَّصَةً - أَي أحوال حضورِ النبيِّ ÷ - مستثناةً من تلك الأدلة، كَمَا أَنَّ النَّصَّ عَلَى إمَامَةِ الْحَسَنَيْنِ ª مَخْصٌوصٌ مُخْرَجٌ منه أَيَّام الرسولِ والوصيِّ ª وَآلهما مثل ذلك.

  نعم، وبهذا يتضحُ الجوابُ عن السؤالِ الثاني في شأنِ قولِ اللَّهِ تعالى: {أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ}⁣[النساء: ٥٩]، فكلُّ مَن أُثبتَ له الأَمرُ منهم كان مُرَادًا داخلًا في عمومها، والمقصود: طاعتُهُ والقيامُ بواجب حَقِّهِ أَيامَ وَلايته.

  ولَا تنافي ولَا تعارض للتخصيص بما تقدَّم، وهو معلومٌ فلا يحتاج إلى الإطالة.

  *******

[بحث في خبر: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدَا»]

  وَأَمَّا خَبَرُ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدَا»، فلم يَزَلْ أئمتُنَا $ وشيعتُهُم ¤ يستدلون بِهِ عَلَى إِمَامَتِهِمَا خَلَفًا عن سَلَفٍ⁣(⁣١).

  قال الأميرُ الناصر للحق أبو طالب الحسينُ بنُ بدر الدين @ في (ينابيع النصيحة)⁣(⁣٢): «وَلاَ شُبْهَةَ فِي كَوْنِ هَذَا الْخَبَرِ مِمَّا تَلَقَّتْهُ الأُمَّةُ بِالْقَبُولِ، وَبَلَغَ حَدَّ التَّوَاتُرِ، وَصَحَّ الاحْتِجَاجُ بِهِ، وَهْوَ نَصٌّ صَرِيحٌ فِي إِمَامَتِهِمَا، وِإشَارَةٌ إِلى إِمَامَةِ أَبِيهِمَا ...»، إلخ كلامِهِ #.

  وقال الإمامُ المؤتمن الهادي إِلى الحقِّ أبو الحسن عِزُّ الدين بنُ الحسنِ @ في (المعراج): «وَاعْلَمْ أنَّ هَذَا الْخَبَرَ مِمَّا ادَّعَى بَعْضُهُم تَوَاتُرَهُ، وَبَعْضُهُم ادَّعَى


(١) قد استوفى مولانا المؤلف (ع) البحثَ في هذا بما لا مزيد عليه في (الفصل التاسع) من (لوامع الأنوار) (ط ١/ ٢/٥٢٢)، (ط ٢/ ٢/٥٨٤)، (ط ٣/ ٢/٦٩٠).

(٢) ينابيع النصيحة (ص/٣٧٢)، ط: (دار الحكمة اليمانية).