مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[المقدمة]

صفحة 270 - الجزء 1

[المقدمة]

  

  {ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓۗ}، وبعد:

  فإنَّهَا وَصَلَتْ هَذِهِ الأَسْئِلَةُ الآتِيَةُ، وَصَادَفَتْ تَوَارُدَ أَشْغَال، وَتَرَادُفَ أَعْمَال، وَتَبَلْبُلَ بَال، فَكَانَتِ الجَوَابَاتُ بِحَسَبِ مُقْتَضَى الحَال، وَمِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَسْتَمِدُّ الهِدَايَةَ وَالتَّوْفِيقَ إِلَى أَقْوَمِ طَرِيق.

[الفَرْق بين الزيدية والهادوية]

  السؤال الأَوَّلُ: مَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ الزَّيْدِيَّةِ وَالْهَادَوِيَّة؟، وَمَا هُوَ رَأْيُ الْمَدْرَسَتْينِ فِي السِّيَاسَةِ وَنِظَامِ الْحُكْم؟

  الجَوَاب، وَاللَّهُ الهَادِي إِلَى مَنْهَجِ الصَّوَاب: أَنَّ الزَّيْدِيَّةَ: اسْمٌ عَامٌّ لِلْمُنْتَسِبِينَ إِلَى الإِمَامِ الأَعْظَمِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ $، وَهُمْ أَئِمَّةُ أَهْلِ البَيْتِ $ مِنْ بَعْدِهِ، وَأَتْبَاعُهُم، ومِنْهُم الْهَادَوِيَّةُ، وَهُم الْمُنْتَسِبُونَ إِلَى الإِمَامِ الْمُجَدِّدِ لِلْدِّينِ الْهَادِي إِلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ يَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ القَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ السِّبْطِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ $.

  وَلَا فَرْقَ بَيْنَهُم، وَلَا اخْتِلَافَ عِنْدَهُم فِي نِظَامِ الْحُكْمِ، وَلَا فِي أيِّ مَسْأَلَةٍ مِنْ مَسَائِلِ أُصُولِ الدِّينِ.

[تسمية الزيدية]

  وَإِنَّمَا سُمِّيتِ الزَّيْدِيَّةُ زَيْدِيَّةً؛ لِمُوَافَقَتِهِم لإِمَامِ الأَئِمَّةِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ $ فِي التَّوْحِيدِ، وَالعَدْلِ، وَالإِمَامَةِ، وَالأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالْخُرُوجِ عَلَى أَئِمَّةِ الْجَوْرِ وَالظُّلْمِ، كَمَا قَالَ الإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ $: «أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ أَحْيَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ مَا دَثَرَ مِنْ سَنَنِ الْمُرْسَلِينَ، وَأَقَامَ عَمُودَ الدِّينِ إِذ اعْوَجَّ، وَلَنْ نَنْحُوَ إِلَّا أَثَرَهُ، وَلَنْ نَقْتَبِسَ إِلَّا مِنْ نُورِهِ، وَزَيْدٌ إِمَامُ