(22) - الكلام على قوله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا ٥٦}
  كَانُوا يَدْعُونَهُ «زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ»، وَلِهَذَا تَزَوَّجَ الرَّسُولُ ÷ بِزَيْنَبَ الَّتِي كَانَتْ زَوْجَهُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لِكَيۡ لَا يَكُونَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ حَرَجٞ فِيٓ أَزۡوَٰجِ أَدۡعِيَآئِهِمۡ}[الأحزاب: ٣٧].
  وَإِنَّ الْمُسْتَدِلَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ}، عَلَى نَفْي أَبْنَاءِ رَسُولِ اللَّهِ ÷ لَا يَسْتَحِقُّ الْجَوَاب إِلَّا بِمَا أَجَابَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ عَلَيْهِ وَهْوَ قَوْلُهُ ø: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ ٣}[الكوثر].
  وَكَوْنُ الْحَسَنَيْنِ سِبْطَي رَسُولِ اللَّهِ ÷ مُتَوَاتِرٌ، وَمُجْمَعٌ عَلَيْهِ بَيْنَ الأُمَّةِ.
  وَالسِّبْطُ: هُوَ الوَلَدُ وَوَلَدُ الوَلَدِ، وَكَوْنُهُمْ عِتْرَةَ رَسُولِ اللَّهِ ÷ كَذَلِكَ مُتَوَاتِرٌ، وَمُجْمَعٌ عَلَيْهِ، وَفِي أَخْبَارِ الثَّقَلَيْنِ «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي»، الْخَبَرَ الْمُتَوَاتِرَ، وَمَا لَا يُحَاطُ بِهِ كَثْرَةً.
  وَقَدْ اسْتَوْفَيْتُ الْكَلَامَ فِي هَذَا وَغَيْرِهِ فِي (لَوَامِعِ الأَنْوَارِ)(١)، وَاللَّهُ تَعَالَى وَلِيُّ التَّوْفِيقِ.
  (٢٢) الكلام على قوله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا ٥٦}[الأحزاب]:
  قَالَ البَيْضَاوِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ (ص/٥٦٢): «{وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا ٥٦}، وَقُولُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ. وَقِيلَ: وَانْقَادُوا لِأَوَامِرِهِ، وَالآيَةُ تَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ فِي الْجُمْلَةِ، وَقِيلَ: تَجِبُ الصَّلَاةُ كُلَّمَا جَرَى ذِكْرُهُ؛ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ [وَآلَهُ]: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ»، وَقَوْلِهِ: «مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ».
  وَتَجُوزُ الصَّلَاةُ عَلَى غَيْرِهِ تَبَعًا لَهُ، وَتُكْرَهُ اسْتِقْلَالًا؛ لِأَنَّهُ فِي الْعُرْفِ صَارَ شِعَارًا لِذِكْرِ الرُّسُلِ، وَلِذَلِكَ كُرِهَ أَنْ يُقَالَ: مُحَمَّدٌ ø، وَإِنْ كَانَ عَزِيزًا جَلِيلًا».
(١) (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # - الفصل السادس) (ط ١/ ٢/٢٦٩)، (ط ٢/ ٢/٣٠٣)، (ط ٣/ ٢/٣٢٥).