[الرد عليه في قوله: لكنه إذا تغلب وجبت طاعته]
[الرد عليه في قوله: لَكِنَّهُ إِذَا تَغَلَّبَ وَجَبَتْ طَاعَتُهُ]
  (٧) قَالَ مَوْلَانَا الإمام الحُجَّةُ مَجْدالدِّين بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَيَّدِيُّ # - عَلَى قَوْلِ الْمُؤَلِّفِ: «لَكِنَّهُ إِذَا تَغَلَّبَ وَجَبَتْ طَاعَتُهُ» مِنْ (صفح - ٢٢) فِي (الطَّبْعَةِ الْحَدِيثَةِ)، وَفِي (القَدِيمَةِ - ١٤):
  كَلَّا وَلَا كَرَامَة {لَا يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّٰلِمِينَ ١٢٤}[البقرة]، وَأَيُّ عَهْدٍ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُوجِبَ اللَّهُ تَعَالَى طَاعَتَهُ؟!
  وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلۡمُضِلِّينَ عَضُدٗا ٥١}، وَمَتَى كَانَ ظَالِمًا فَقَدْ لَعَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ العَزِيزِ. فَكَيْفَ يَكُونُ مُهَانًا مَلْعُونًا - وَهْوَ أَشَدُّ الطَّرْدِ -، وَاجِبَةٌ طَاعَتُهُ؟ هَذَا تَنَاقُضٌ، وَخَلْفٌ مِنَ القَوْلِ(١).
  وَأَيْنَ آيَاتُ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، الْمَمْلُوءُ بِهَا القُرْآنُ الْكَرِيم، {وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ} الآيَةَ [آل عمران: ١٠٤]، {لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ ٧٨ كَانُواْ لَا يَتَنَاهَوۡنَ عَن مُّنكَرٖ فَعَلُوهُۚ} الآيَةَ [المائدة]، وَالرَّسُولُ ÷ يَقُولُ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ...» الْخَبَرَ. وَكَيْفَ يُغَيَّرُ عَلَى مَنْ تَجِبُ طَاعَتُهُ؟!
  وَفِي الْخَبَرِ: «سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ مِنْ بَعْدِي يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا تَعْرِفُونَ، وَيَعْمَلُونَ بِمَا تُنْكِرونَ، فَلَيْسَ أُولَئِكَ عَلَيْكُمْ بِأَئِمَّةٍ»، أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ(٢).
  وَفِي آخَرَ: «سَيَكُونُ أُمَرَاءُ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ نَابَذَهُم نَجَا، وَمَنِ
(١) «الْخَلْفُ - وِزَانُ فَلْسٍ -: الرَّدِيءُ مِنْ الْقَوْلِ. يُقَالُ: سَكَتَ أَلْفًا وَنَطَقَ خَلْفًا، أَيْ سَكَتَ عَنْ أَلْفِ كَلِمَةٍ ثُمَّ نَطَقَ بِخَطَإٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ (الْأَمْثَالِ): الْخَلْفُ مِنْ الْقَوْلِ: هُوَ السَّقَطُ الرَّدِيءُ، كَالْخَلْفِ مِنْ النَّاسِ». تمت مصباحًا.
(٢) عزاه إليه الحافظ الهيثمي في (المجمع) (٥/ ٢٣٠).