مسائل العلامة محمد بن منصور المؤيدي إلى الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين [رضوان الله عليهم]
  السُّؤَالُ الخَامِسُ: فِي كَلَامِ أَهْلِ الْمَذْهَبِ فِي وُجُوبِ الْقِصَاصِ أَنَّ الْعِبْرَةَ بِقَصْدِ الذَّاتِ، فَإِذَا قَصَدَ الرَّامِي ذَاتَ الْمَرْمِي قُتِلَ بِهِ، وَاللَّازِمُ مِنْ كَلَامِهِمْ أَنَّهُ لَوْ قَتَلَ ظَانًّا لاِسْتِحْقَاقِ دَمِ الْمَرْمِيِّ، وَأَنَّهُ الَّذِي قَتَلَ أَبَاهُ أَوْ أَخَاهُ فَانْكَشَفَ خِلَافُهُ أَنْ يُقَادَ بِهِ، مَعَ العِلْمِ أَوِ الظَّنِّ الغَالِبِ أَنَّ الفَاعِلَ لَوْ عَلِمَ أَنَّهُ غَيْرُ الْمُسْتَحِقِّ لَهُ مَا قَتَلَهُ.
  فَمَا الْمُخْتَارُ لَكُمْ؟ هَلْ مَعَ القَرَائِنِ الْمُفِيدَةِ لِلْعِلْمِ أَنَّهُ غَلَطٌ يُقَادُ بِهِ، أَمِ اللَّازِمُ الدِّيَةُ؟
  السُّؤَالُ السَّادِسُ: ذَكَرَ أَهْلُ عِلْمِ التَّصْرِيفِ أَنَّهُ إِذَا أُرِيدَ وَزْنُ الْكَلِمَةِ: قُوبِلَتْ أُصُولُهَا بِالفَاءِ وَالعَيْنِ وَاللَّامِ، فَإِنْ بَقِيَ بَعْدَ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ أَصْلٌ عُبِّرَ عَنْهُ بِاللَّامِ، فَإِنْ كَانَ فِي الْكَلِمَةِ زَايِدٌ عُبِّرَ عَنِ الزَّايِدِ بِلَفْظِهِ، فَمَا وَزْنُ {نَكۡتَلۡ} مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَرۡسِلۡ مَعَنَآ أَخَانَا نَكۡتَلۡ}[يوسف: ٦٣].
  السُّؤَالُ السَّابِعُ: مَا قَوْلُكُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكُمْ فِي قَوْلِ القَائِلِ: مَنْ يَفْعَلُ هَذَا إِلَّا زَيْدٌ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ}[آل عمران: ١٣٥]، مَا رَفْعُ زَيْدٍ عَلَيْهِ، وَ {إِلَّا ٱللَّهُ} فِي الآيَةِ؟، وَمَا مَحَلُّ (مَنْ) مِنَ الإِعْرَابِ.
  وَكَذَا فِي قَوْلِ القَائِلِ: مَنْ ذَا لَقِيتَ. مَا مَحَلُّ (مَنْ) وَ (ذَا).
  فَتَفَضَّلُوا يَا مَوْلَانَا بِالْجَوَابِ، مُبَادَرَةً لِمَصَالِحَ دِينِيَّةٍ تُبْنَى عَلَيْهِ؟
  وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
وَهَذِهِ جَوَابَاتُ الإِمَامِ الْمَنصُورِ بِاللَّهِ #:
  قَالَ فِي صَدْرِهَا بَعْدَ كَلَامٍ يَسِيرٍ: وَالْمُقَدَّمُ تَحْقِيقُ مَعْنَى الصِّفَاتِ الذَّاتِيَّةِ، لِمَا يَتَفَرَّعُ عَلَيْهَا مِنَ الْمُشْتَقَّاتِ، لِذَلِكَ وَقَعَ الفَرْقُ بَيْنَ (سَمِيعٍ وَبَصِيرٍ)، وَ (سَامِعِ مُبْصِرٍ)، وَالْخِلَافُ الَّذِي لَا يَعْزُبُ عَنْكُمْ(١)، فَنَقُولُ:
(١) قَوْلُهُ: وَقَعَ الفَرْقُ بينَ سَمِيْعٍ بَصِيْرٍ، وسَامِعٍ مُبْصِرٍ، والخِلافُ الذي لا يَعْزُبُ عَنْكُم.
قال والدنا الإمام الحجّة مَجْدالدِّيْن بن محمد المؤيدي #: اعْلَمْ أنَّ وَصْفَ الله سُبْحَانَهُ وتَعَالى بِسَمِيْعٍ =