مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

البلاغ المبين

صفحة 714 - الجزء 1

  وَالسَّبَبُ مَقْطُوعٌ بِهِ فَلَا يَجُوزُ تَخْصِيصُهُ بِالاِتِّفَاقِ، وَأَمْثَالُهُ كَثِيرٌ.

  وَالتَّمَحُّلَاتُ الَّتِي يُدَافِعُ بِهَا البَعْضُ لَا تَنْفُقُ فِي سُوقِ التَّحْقِيق، وَاللَّهُ تَعَالَى وَلِيُّ التَّوْفِيق.

  فَإِنْ قُلْتَ: مَا بَالكَ خَصَّصْتَ الْمُقَلِّدِينَ مِنَ الأَتْبَاعِ؟!.

  قُلْتُ: لِأَنَّ أَرْبَابَ البَحْثِ وَالاِطِّلَاع، لاَ تَرَى عِنْدَهُمْ ذَلِكَ التَّعَصُّبَ وَسُوءَ الطِّبَاع، أَلَا تَرَى إِلَى قَدْحِ كَثِيرٍ مِنْ حُفَّاظِهِمْ كَالدَّارَ قُطْنِي وَابْنِ حَجَرٍ صَاحِبِ الفَتْحِ وَغَيْرِهِمَا فِي بَعْضِ رِجَالِ الصَّحِيحَيْنِ وَأَحَادِيثِهِمَا.

  وَقَدْ أَوْضَحْتُ هَذِهِ الأَبْحَاثَ فِي (اللَّوَامِعِ)⁣(⁣١).

  وَإِنَّمَا الدَّاءُ الْعُضَالُ هُمُ الْمُقَلِّدُونَ الأَغْبِيَاءُ، فَإِنَّكَ تَجِدُ مِنَ الإِنْصَافِ، وَفَهْمِ الْمَقَاصِدِ وَتَجَنُّبِ الاِعْتِسَافِ، عِنْدَ خَصْمِكَ الْعَالِمِ، مَا لَا تَجِدُهُ عِنْدَ مُوَافِقِكَ الْجَاهِلِ.

  وَمِنَ البَلِيَّةِ عَذْلُ مَنْ لَا يَرْعَوِي ... عَنْ غَيِّهِ، وَخِطَابُ مَنْ لَا يَفْهَمُ⁣(⁣٢)

  وَفَّقَنَا اللَّهُ تَعَالَى لِفَهْمِ الصَّوَاب، وَسُلُوكِ مَنْهَجِ السُّنَّةِ وَالْكِتَاب، وَهْوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوَكِيلُ.

(كتاب الطهارة)

  جَرَتْ سُنَّةُ الْمُؤَلِّفِينَ مِنْ أَوَّلِ تَأْلِيفٍ فِي الإِسْلَامِ عَلَى الصَّحِيحِ، وَهْوَ مَجْمُوعُ إِمَامِ الأَئِمَّةِ الإِمَامِ الأَعْظَمِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ $ عَلَى افْتِتَاحِ كُتُبِ الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ بِهِ؛ لِأَنَّ الصَّلَاةَ أَعْظَمُ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ، وَمِفْتَاحُهَا، وَأَحَدُ شُرُوطِهَا الطَّهَارَةُ، فَحَسُنَ الاِبْتِدَاءُ بِهَا.


(١) (لوامع الأنوار) للإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # (ط ١/ ١/١٩٠) (٢/ ١١٤ - و ٤٥٧) (ط ٢/ ١/٢٥٣) (٢/ ١٣٤ - و ٥٠٥)، (ط ٣/ ١/٣٩٢) (٢/ ١٤١ - و ٥٦٣).

(٢) لأبي الطيب المتنبي في ديوانه (١/ ٣٩٧)، (بشرح البرقوقي).