[كلام آخر لابن تيمية في اصطفاء بني هاشم وتفضيلهم]
  الْكَافِرَةِ الأُولَى، وَهْوَ الْفَخْرُ الَّذِي أَنْكَرَتْهُ الشَّرِيعَةُ الإِسْلَامِيَّةُ، وَالْمِلَّةُ الْمُحَمَّدِيَّةُ، يَفْتَخِرَانِ بِسَبَأٍ وَحِمْيَر، وَأَشْبَاهِ كِسْرَى وَقَيْصَر، عَلَى أَهْلِ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَعْدِنِ الرِّسَالَةِ، وَمَهْبَطِ الوَحِي.
  وَنَقُولُ مَا قَالَ الأَوَّلُ: فِخَارُنَا بِرَسُولِ اللَّهِ يَكْفِينَا. إلخ، وَللَّهِ القَائِلُ:
  إِذَا افْتَخَرَتْ أُمَيَّتُهُمْ عَلَيْنَا ... بِقَوْلِ جَرِيرِهَا فِي الامْتِدَاحِ
  أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ الْمَطَايَا ... وَأَنْدَى الْعَالَمِينَ بُطُونَ رَاحِ
  أَجَبْنَاهُمْ بِمَا قَدْ قِيلَ فِينَا ... وَفِي آبَائِنَا صِيدِ الْبِطَاحِ
  أَلَيْسَ لِجَدِّكُمْ فِي اللَّوْحِ ذِكْرٌ ... مَعْ اسْمِ اللَّهِ لَا يَمْحُوهُ مَاحِي
  وَمَنْ قَالَ: الإِمَامَةُ فِي سِوَانَا ... كَمَنْ قَالَ: النُّبُوَّةُ في سَجَاحِ
  أَيْ فِي الْبُطْلَانِ وَمُخَالَفَةِ الْحَقِّ.
  لَيْسَ لَنَا فَخْرٌ إِلَّا بِاللَّهِ ﷻ، وَبِرَسُولِهِ ÷، وَأَهْلِ بَيْتِهِ $، وَأَصْفِيَائِهِ، وَأَوْلِيَائِهِ.
  وَحَسْبُكُمُ هَذَا التَّفَاوُتُ بَيْنَنَا ... وَكُلُّ إِنَاءٍ بِالَّذِي فِيهِ يَنْضَحُ
  {وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ ٢٢٧}[الشعراء]، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، وَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ.
  *******
[كلام آخر لابن تيمية في اصطفاء بني هاشم وتفضيلهم]
  هَذَا، وَقَالَ الشَّيْخُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي (اقْتِضَاءِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ) مِنْ (ص/١٥٠) وَمَا بَعْده (الطبعة الثانية)(١) مَا لَفْظُهُ: «وَالدَّلِيلُ عَلَى فَضْلِ جِنْسِ الْعَرَبِ، ثُمَّ جِنْسِ قُرَيْشٍ، ثُمَّ جِنْسِ بَنِي هَاشِمٍ، مَارَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ(٢) مِنْ حَدِيثِ
(١) من طبعة (السنة المحمدية - القاهرة) (سنة - ١٣٦٩)، وهو في (ص/١٤٥) (الطبعة الأولى) ط: (دار الكتب العلمية).
(٢) سنن الترمذي برقم (٣٦١٦).