مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[بحث في ذكر بعض الأشعار المتضمنة كون علي # وصي رسول الله ÷]

صفحة 391 - الجزء 1

  وَمِثْلُ هَذا مَا رَوَيَاه عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ⁣(⁣١)، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى: هَلْ كَانَ النَّبِىُّ ÷ أَوْصَى؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: كَيْفَ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ الْوَصِيَّةُ ثُمَّ تَرَكَهَا؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ!.

  انْظُرْ كَيْفَ تَنَاقَضَ كَلَامُهُ؛ لَمَّا صَدَمَتْهُ الْحُجَّةُ، أَثْبَتَ الوَصِيَّةَ بَعْدَ أَنْ نَفَاهَا.

  وَقَدْ نَبَّهَ عَلَى هَذِهِ الْمُنَاقَضَةِ الْمَنْصُورُ بِاللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْزَةَ @ فِي (الشَّافِي)⁣(⁣٢)، وَالقَاضِي الشَّوْكَانِيُّ فِي (الْعِقْدِ الثَّمِينِ)⁣(⁣٣).

  وَالْحَقُّ أَبْلَجُ مَا يُخِيلُ سَبِيلُهُ ... وَالْحَقُّ يَعْرِفُهُ أُوُلو الأَلْبَابِ

[بحث في ذكر بعض الأشعار المتضمنة كون علي # وصي رسول الله ÷]

  قَالَ فِي (شَرْحِ النَّهْجِ) (الْجُزءِ الأَوَّلِ) (ص/١٤٣) (الطَّبْعَةِ الثَّانِيَةِ) (١٣٨٥ هـ) - فِي شَرْحِ قَوْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ #: (لَا يُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّدٍ ÷ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ أَحَدٌ، وَلَا يُسَوَّى بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَيْهِ أَبَدًا، هُمْ أَسَاسُ الدِّينِ، وَعِمَادُ الْيَقِينِ، إِلَيْهِمْ يَفِي ءُ الْغَالِي، وَبِهِمْ يُلْحَقُ التَّالِي، وَلَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الْوِلايَةِ، وَفِيهِمُ الْوَصِيَّةُ وَالْوِرَاثَةُ، الآنَ إِذْ رَجَعَ الْحَقُّ إِلَى أَهْلِهِ، وَنُقِلَ إِلَى مُنْتَقَلِهِ) - مَا نَصُّهُ:

  وَمِمَّا رُوِينَاهُ مِنَ الشِّعْرِ الْمَقُولِ فِي صَدْرِ الإِسْلَامِ الْمُتَضَمِّنِ كَوْنَهُ # وَصِيَّ رَسُولِ اللَّهِ ÷ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ:

  وَمِنَّا عَلِيٌّ ذَاكَ صَاحِبُ خَيْبَرٍ ... وَصَاحِبُ بَدْرٍ يَومَ سَالَتْ كَتَائِبُهْ

  وَصِيُّ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَابْنُ عَمِّهِ ... فَمَنْ ذَا يُدَانِيهِ، وَمَنْ ذَا يُقَارِبُهْ

  وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُعَيْل:

  لَعَمْرِي لَقَدْ بَايَعْتُمُ ذَا حَفِيظَةٍ ... عَلَى الدِّينِ مَعْرُوفَ الْعَفَافِ مُوَفَّقَا

  عَلِيًّا وَصِيَّ الْمُصْطَفَى وَابْنَ عَمِّهِ ... وَأَوَّلَ مَنْ صَلَّى أَخَا الدِّينِ وَالتُّقَى


(١) البخاري بأرقام (٢٧٤٠) (٤٤٦٠) (٥٠٢٢)، مسلم برقمي (٤٢٢٧) (٤٢٢٨). ط (العصرية).

(٢) (الشافي) (١/ ٣١٥ - ٣٢١).

(٣) (العقد الثمين) من (مجموع الرسائل اليمنية) (ص/٥).