[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
  [إِلَى قَوْلِهِ]: وَيَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: قَدْ أَتَى أُمُورًا مُنْكَرَةً، مِنْهَا: وَقْعَةُ الْحَرَّة ...
  [إِلَى قَوْلِهِ]: وَلِهَذَا قِيلَ لِلإِمَامِ أَحْمَدَ: أَتَكْتُبُ الْحَدِيثَ عَنْ يَزِيدَ؟ فَقَالَ: لَا وَلَا كَرَامَةَ، أَوَ لَيْسَ هُوَ الَّذِي فَعَلَ بِأَهْلِ الْحَرَّةِ مَا فَعَلَ.
  وَقِيلَ لَهُ: أَمَا تُحِبُّ يَزِيدَ؟ فَقَالَ: وَهَلْ يُحِبُّ يَزِيدَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ؟ إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ.
  وَهَذَا عَارِضٌ، وَالشَّيءُ بِالشَّيءِ يُذْكَرُ، وَيُحْشَرُ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.
  *******
  السؤال الحادي عشر: هُنَاكَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ طَلَبُوا البَيْعَةَ لَهُمْ وَللإِمَامِ الَّذِي يَأْتِي مِنْ بَعْدِهِمْ وَأَخَذُوا البَيْعَةَ كَذَلِكَ دُونَ إِكْرَاهٍ، هَلْ تَصِحُّ هَذِهِ البَيْعَة؟
  الجواب: أَمَّا طَلَبُ البَيْعَةِ لَهُمْ مَعَ الاِسْتِحْقَاقِ الشَّرْعِيِّ فَهْوَ صَحِيحٌ، وَعَلَيْهِ إِجْمَاعُ الأُمَّةِ.
  وَأَمَّا لِمَنْ يَأْتِي مِنْ بَعْدِهِمْ فَلَا دَلِيلَ عَلَيْهِ، وَأَوَّلُ مَنْ أَخَذَهَا كَذَلِكَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ كَافَأَهُ اللَّهُ بِعَمَلِهِ، ثُمَّ تَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ الْمُلُوكُ.
[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
  السؤال الثاني عشر: الأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ بِالإِجْمَاعِ، وَفِي عَصْرِنَا لَمْ يَعُدْ مُمْكِنًا مُمَارَسَتُهُ بِشَكْلٍ غَيْرِ مُنَظَّمٍ، فَهَلْ يَصِحُّ أَنْ تَضَعَ تَصْوِيرًا يَتَحَوَّلُ إِلَى قَانُونٍ يُحَدِّدُ مَنْ يَقُومُ بِذَلِكَ؟
  الْجَوَابُ: أَنَّ مِثْلَ هَذَا رَاجِعٌ إِلَى نَظَرِ مَنْ لَهُمُ النَّظَرُ فِيمَا يَكُونُ مَعَهُ التَّمَكُّنُ مِنْ إِقَامَةِ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ العَظِيمَيْنِ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: {فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ}[التغابن: ١٦].
  *******