مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[وجه التحريم لدعوة معاوية بوراثة منصب الخلافة]

صفحة 284 - الجزء 1

  وَالْمُتَمَسَّكُ بِهِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَتْبُوعًا غَيْرَ تَابِعٍ، وَلَوْ كَانَتِ الإمَامَةُ تَصِحُّ فِي غَيْرِهِمْ لَوَجَبَتْ عَلَيْهِمْ طَاعَةُ غَيْرِهِم وَمُتَابَعَتُهُ، فَكَانُوا تَابِعِينَ مُتَمَسِّكِينَ بِالْغَيْرِ، وَهْوَ تَنَاقُضٌ.

  وَمِنْهَا: مَا وَرَدَ فِي نُصُوصٍ كَثِيرَةٍ دَالَّةٍ عَلَى ذَلِكَ.

  وَمِنْهَا: إِجْمَاعُ أَهْلِ البَيْتِ.

  وَقَدْ ذَكَرْتُهَا فِي (لَوَامِعِ الأَنْوَارِ)، وَفِي (الْجَوَابِ التَّامِّ).

  وَقَدْ قَضَتِ الأَدِلَّةُ عَلَى أَنَّ إِجْمَاعَهُم حُجَّةٌ، كَمَا سَبَقَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْهِ.

  وَقَدْ اعْتَرَفَ الشَّيْخُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ بِذَلِكَ⁣(⁣١).

  وَفِي هَذَا كِفَايَةٌ لِمَنْ نَظَرَ بِعَيْنِ الإِنْصَاف، وَاطَّرْحَ الْهَوَى وَالاِنْحِرَاف، وَاللَّهُ تَعَالَى وَلِيُّ التَّوْفِيقِ.

  *******

  السؤال الخامس: إِذَا كَانَتِ الإِمَامَةُ شُورَوِيَّةً، فَكَيْفَ انْحَصَرَتْ فِي ذُرِّيَّةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ؟

  - وَمَا هُوَ وَجْهُ التَّحْرِيم لِدَعْوَةِ مُعَاوِيَةَ بِوِرَاثَةِ مَنْصِبِ الْخِلَافَةِ؟

  - وَهَلْ ثَارَ أَهْلُ البَيْتِ عَلَى خَلَفِهِ لِذَلِكَ، أَمْ لأَنَّهُم ظَلَموا الْمُسْلِمِينَ فِي وَلَايَتِهِمْ؟

  الجَوَابُ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِمَنْهَجِ الصَّوَاب: قَدْ سَبَقَ دَلِيلُ الْحَصْرِ فِي أَبْنَاءِ الْحَسَنَيْنِ $.

[وجه التحريم لدعوة معاوية بوراثة منصب الخلافة]

  وَأَمَّا وَجْهُ التَّحْرِيمِ لِدَعْوَةِ مُعَاوِيَةَ، فَكَفَى بالنَّصِّ النَّبَوِيِّ الْمُتَوَاتِرِ فِي خَبَرِ عَمَّارٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ الَّذِي أَجمعتْ عَلَى صِحَّتِهِ الأُمَّةُ، وَاعترفَ به النَّاسُ قَاطِبَةً حَتَّى مُعَاوِيَةُ وَعَمْرُو بْنُ العَاصِ، فَقَدْ أَبْطَلَ دَعْوتَهُ مِنَ الأَسَاسِ، وَحَكَمَ بِأَنَّ فِئَتَهُ


(١) انظره في (مجموع الفتاوى) لابن تيمية (٢٨/ ٤٩٣)، وفي طبعة (دار الوفا) (٢٨/ ٢٦٩).