[الكلام في التكفير والتفسيق والموالاة]
مع الإمام يحيى بن حمزة [@] في الرسالة الوازعة
[الكلام في التكفير والتفسيق والموالاة]
  (١) فِي (صفح/١٣) مِنَ (الرِّسَالَةِ الوَازِعَةِ) للإِمَامِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ @(١): «الْمَسْلَكُ الأَوَّلُ - وَسَاقَ فِيهِ إِلَى أَنْ قَالَ -: وَلَا شَكَّ أَنَّ التَّكْفِيرَ وَالتَّفْسِيقَ مِنْ أَعْظَمِ الأَحْكَامِ، فَإِذَا لَمْ تَكُنْ فِيهِمَا دَلَالَةٌ قَاطِعَةٌ، وَلَا بُرْهَانٌ بَيِّنٌ وَجَبَ التَّوَقُّفُ».
  قُلْتُ: يُقَالَ: فَلِمَ لَمْ تَتَوَقَّفْ أَيُّهَا الإِمَامُ كَمَا قَضَيْتَ أَنَّهُ الوَاجِبُ. اهـ.
  (٢) قَوْلُهُ فِي (صفح/١٤): «وُجُوبُ الْمُوَالَاةِ».
  قُلْتُ: يُقَالُ: قَدْ سَبَقَ قَوْلُهُ وُجُوب التَّوَقُّف، وَسَيَأْتِي للإِمَامِ # فِي (صفح/٣٥) أَنَّ التَّوَقُّفَ أَوْلَى، وَهْوَ لَا يَتَّفِقُ مَعَ هَذَا، وَسَيَأْتِي لَهُ أَنَّ دَلَالَةَ إِمَامَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ # قَاطِعَةٌ، وَالْحَقُّ فِيهَا وَاحِدٌ، وَأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ مَسَائِلِ الاجْتِهَادِ، وَأَنَّ مَنْ خَالَفَهَا مُخْطِئ؛ لِمُخَالَفَتِهِ لِلدَّلَالَةِ القَاطِعَةِ.
  فَكَيْفَ يَصِحُّ مَعَ هَذَا أَنْ نَبْقَى عَلَى الأَوَّلِ وَهْوَ وُجُوبُ الْمُوَالَاةِ؟!
  وَغَايَةُ مَا يُمْكِنُ أَنَّ الْمَعْصِيَةَ مُحْتَمَلَةٌ لِلصِّغَرِ وَالْكِبَرِ، وَذَلِكَ يُوجِبُ التَّوَقُّفَ لَا الْقَطْعَ عَلَى الصِّغَرِ؛ إِذْ لَا دَلِيلَ عَلَيْهِ، وَلَا البَقَاءَ عَلَى الأَصْلِ؛ لِوُجُودِ النَّاقِلِ عَنْهُ، فَتَأَمَّلْ، فَهَذَا هُوَ الْحَقُّ وَالإِنْصَافُ، وَلَا يُغْنِي جَمْعُ الرِّوَايَاتِ البَاطِلَةِ الْمُلَفَّقَةِ وَالْقَعْقَعَةِ وَالإِرْجَاف، وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهْوَ يَهْدِي السَّبِيلَ.
  (٣) وَقَوْلُهُ فِي الصَّفْحِ الْمَذْكُورِ فِي الْمَسْلَكِ الرَّابِعِ: «وَمَا كَانَ مِنْهُ # مِنَ الْمُنَاصَرَةِ وَالْمُعَاضَدَةِ لِأَبِي بَكْرٍ فِي أَيَّامِ قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ ...» إلخ.
(١) [المطبوع ضمن الرسائل اليمنية (الرسالة الأولى)، ط: (المنيرية)].
هذه الرسالةُ نُسِبَت إلى الإمام يحيى بن حمزة @، ومعروفٌ أنَّ الإمامَ يحيى كان كثيرَ الذَّبِّ عن الصحابة، خصوصًا الشيخين، إلَّا أنَّ هذه الرسالة احتوت على مناقضات لا تصدر عن جاهلٍ فضلًا عن صدورها عَمَّن مثله في العلم. واحتوت كذلك على مخالفات للمعروف عن الإمام يحيى في جميع كتبه. والناظر المتأمل في كلام الإمام يحيى # بما يتعلق بالإمامة يقطع بأنَّ هذه الرسالةَ كلَّها مدسوسةٌ عليه، أو أنَّه قد دُسَّ فيها الكثير. تمت من المؤلف (ع).