وثالثها: ما صح عن الرسول ÷ من السنة الشريفة:
  في الأَحاديث؟ فقال: (أَوَ قَدْ فَعَلُوهَا؟) فقلت: نعم. قال: (أَمَا إنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ ÷ يقول: «أَمَا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ»، فقلتُ: (فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يا رسولَ اللَّه؟)، قال: «كِتَابُ اللَّهِ ø، فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، فَهْوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكُهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَن ابْتَغَى الْهُدَى مِنْ غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهْوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهْوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الأَهْواءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ، وَلَا تَشْبَعُ مِنْهُ العُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلَقُ(١) عِنْدَ كَثْرَةِ التِّرْدَادِ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الذي لَمْ تَلْبَث الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: {إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا ١ يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ}[الجن]، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِليهِ هُدِيَ إِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» خُذْهَا إِلَيْكَ يَا أَعْوَرُ).
  وغير ذلك مما هو معلوم، والقصد الإشارة.
وثالثُها: مَا صَحَّ عن الرسولِ ÷ مِن السُّنَّةِ الشريفةِ:
  رَفَعَ اللَّهُ تعالى أَحْكَامَهَا، وَأَنَارَ أَعْلاَمَهَا، {وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ}[الحشر ٧]، {وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤}[النجم].
[الحجة الرابعة: ما صحَّ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #]
  ورابعُهَا: مَا صَحَّ عن أَخيه وابنِ عَمِّه، ووصيِّهِ وبابِ مدينةِ عِلْمِه، الْمُنَزَّلِ منه تارةً بمنزلةِ نفسِه، كما نَطَقَ به القرآن، في سورة (آل عمران)، وتارةً بمنزلةِ هارونَ مِنْ موسى، أميرِ المؤمنين، ووليِّ المسلمين، ومولاهم بِنَصِّ الكتابِ المبين، وتبليغِ خاتم المرسلين، كما في خبرِ الغديرِ، الكائنِ في حَجَّةِ الوداع بمشهدِ الجمِّ الغَفَيْر.
(١) أي يَبْلَى، وخَلُقَ الثوب - بالضم -: إذا بَلي، فهو خَلَق - بفتحتين - مثل حَسُنَ فهو حَسَن. تمت إملاء الإمام المؤلّف (ع).