[الرد على نشوان الحميري]
  ومن العجائب - والعجائب جمة - ما قاله العلامة محمد بن علي الأكوع في مقدمة كتاب (كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة(١))، ما لفظه:
  «وأَمَّا ما يُرْوَى أَنَّ أبا بكرٍ قال: «الأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ»، وأَنَّه حديثٌ، فَخَبَرٌ لا يَصِحُّ، وإنْ رَوَاه مَن رواه».
  وأَقول: هكذا هكذا وإلا فلا لا، هكذا يكون الرَّدُّ والتكذيبُ والجحودُ لِسُنَّةِ رسولِ اللَّه ÷، فبمقتضَى كلامِهِ أَنَّه لا يُقْبَلُ وإن تَواتر، كما هو الواقع أَنَّه متواتر لمن بحث.
[الرد على نشوان الحميري]
  ثم استشهد بقول إمامهم نشوان، المتخبطِ كالذي يتخبطه الشيطانُ من المس:
  حَصَرَ الإِمَامَةَ في قُرَيْشٍ مَعْشَرٌ ... هُمْ بِاليَهُودِ أَحَقُّ بِالإِلْحَاقِ
  جَهْلًا كَمَا حَصَرَ اليَهُودُ ضَلَالَةً ... أَمْرَ النُّبُوَّةِ في بَنِي إِسْحَاقِ
  الأبيات، التي أقذع فيها عَلَى أهلِ البيت، وعَلَى المهاجرين والأنصار، وعَلَى سائر علماء الأمة كالأَئِمَّةِ الأربعة، والمسلمين العاملين بمقتضى الخبر النبوي «الأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ».
  فلا يُسْتَنْكَرُ بعد أَنْ شَبَّهَ آلَ رسول اللَّه ÷ وعلماءِ الإسلام باليهود ما قيل في حَقِّه:
  نَشْوَانُ شِيعِيٌّ إِذَا أَرْضَيْتَهُ ... وَهْوَ يَهُودِيٌّ إِذَا مَا غَضِبَا
  ولا نُبَالي أَنْ يَسُبَّنَا أعداءُ الدين، فلنا أسوة برسول اللَّهِ ÷.
  وأقول ردًّا عليه:
  حَصَرَ الإِمَامَةَ كَالنُّبُوَّةِ مَعْشَرٌ ... دَانُوا بِخِيرَةِ رَبِّنَا الخَلَّاقِ
  في أَحْمَدٍ وَبَنِيهِ أَرْبَابِ الْهُدَى ... هُمْ صَفْوَةُ البَارِي ذَووا الميْثَاق
(١) (كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة) لمحمد بن مالك الحمادي، تحقيق: (محمد علي الأكوع) (ط ١ - ص/١٢) ط: (مركز الدراسات والبحوث اليمني).