[جميع الفرق الإسلامية تقول بحصر الإمامة إلا الخوارج]
  وَكَيْفَ وَصَلَتِ الإِمَامَةُ إِلَى أَبْنَاءِ الإِمَامِ الأَعْظَمِ الهَادِي # مِنْ بَعْدِ أَبِيهِمْ، وَكَذَا أَبْنَاءُ الإِمَامِ القَاسِمِ [بْنِ مُحَمَّدٍ]، وَلَمْ يَنْتَقِدْهُم عُلَمَاءُ الأُمَّةِ؟
  الجَوَابُ: أَنَّ الإِمَامَةَ عِنْدَ جَمِيعِ الزَّيْدِيَّةِ وَسَائِرِ الأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ لَا تُسْتَحَقُّ بِالْوِرَاثَةِ، وَإِنَّمَا حَدَثَ القَوْلُ بِالْوِرَاثَةِ أَيَّامَ العَبَّاسِيِّينَ؛ تَقَرُّبًا إِلَيْهِمْ، وَهْوَ بَاطِلٌ، وَلَمْ يَقُلْ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ.
  وَمَا زَالَ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ ÷ العَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَلِّبِ يَدْعُو إِلَى ابْنِ أَخِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ #، وَكَذَلِكَ أَوْلَادُهُ $، وَذَلِكَ مَعْلُومٌ.
  وَقَدْ كَانَ بَايَعَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ الإِمَامَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ النَّفْسَ الزَّكِيَّةَ @، وَسَائِرُ بَنِي هَاشِمٍ، كَمَا فِي (مَقَاتِلِ الطَّالِبِيِّينَ)(١)، وَغَيْرِهِ.
  وَالدَّلِيلُ فِي الْحَقِيقَةِ عَلَى القَائِلِ بِالْوِرَاثَةِ؛ إِذْ هُوَ الْمُدَّعِي، وَالأَصْلُ عَدَمُ الاِسْتِحْقَاقِ بِهَا، وَالإِمَامَةُ شَرْعِيَّةٌ لَا تَثْبُتُ إِلَّا بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ(٢).
  وَأَمَّا وُصُولُ الإِمَامَةِ إِلَى أَبْنَاءِ الإِمَامِ الهَادِي إِلَى الْحَقِّ وَالإِمَامِ القَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ $ فَلَمْ تَصِلْ إِلَى أَئِمَّةِ الهُدَى مِنْ أَبْنَائِهِمَا إِلَّا بِالطَّرِيقِ الشَّرْعِيَّةِ الصَّحِيحَةِ بَعْدَ جَمْعِ شُرُوطِ الإِمَامَةِ، وَإِجْمَاعِ مَنْ يُعْتَدُّ بِهِ مِنْ ذَوي الحَلِّ وَالْعَقْدِ، وَلِهَذَا لَمْ يَنْتَقِدْهُم مِنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ أَحَدٌ.
  وَلَيْسَتِ الإِمَامَةُ بِمُحَرَّمَةٍ عَلَى وَارِثِ الإِمَامِ إِذَا كَانَ جَامِعًا لِخِصَالِ الْكَمَالِ، بَل الوَاجِبُ عَلَيْهِ القِيَامُ حَيْثُ يَتَعَيَّنُ عَلَيْهِ الفَرْضُ.
[جميع الفرق الإسلامية تقول بحصر الإمامة إلا الخوارج]
  السؤال الرابع: لِمَاذَا أَقَرَّ الهَادَوِيَّةُ حَصْرَ الإِمَامةِ عَلَى أَبْنَاءِ الحَسَنَيْنِ $، وَمَنَعُوهَا عَلَى سَائِرِ الهَاشِمِيِّينَ وَالقُرَشِيِّينَ وَبَقِيَّةِ بُطُونِ العَرَبِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ،
(١) (مقاتل الطالبيين) (ص/٢٠٦).
(٢) انظر: (الشافي) للإمام الحجة المنصور بالله عبد الله بن حمزة @ (٢/ ٣٢٨)، (٤/ ٢٥٥)، ط: (مكتبة أهل البيت (ع)).