مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[خاتمة الرسالة]

صفحة 194 - الجزء 1

  فَمَا لَهُۥ مِن نُّورٍ ٤٠}⁣[النور]، وإلى اللَّه ترجع الأمور.

  ومن استهزاء الأكوع بخيرة اللَّه تعالى قوله⁣(⁣١): «لا في فلان، ولا في العنصر الفلاني، ولا من السلالة الفلانية، ومن بيت زعطان، ولا من بيت فلتان».

  قلت: وجوابُهُ عَلَى اللَّهِ تعالى، فقد قَصَدَ بذلك أهلَ بيتِ رسول اللَّه ÷ وخيرتَهُ من خلقه، كقوله تعالى: {۞إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحٗا وَءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ وَءَالَ عِمۡرَٰنَ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضٖۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٣٤}⁣[آل عمران]، {وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخۡتَارُۗ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُۚ}⁣[القصص: ٦٨]، في آيات تتلى، وأخبار تملى.

  وقد أهدى الأكوعُ نسختَه هذه إليَّ. قال فيها ما لفظه:

  «، للأخ العلامة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي حفظه اللَّهُ وبارك في أيامه، مع أطيب التحيات، حرر بتاسع ربيع الأول سنة ١٤١٦ هـ. من أخيه محمد بن علي الأكوع الحوالي».

  أقول: نحن لا ننكر أُخوَّتنا للمؤمنين⁣(⁣٢) كَسَلَفِ الأكوع الذين خرج عن مِنْهَاجِهِم، وسلك غير أدراجهم.

[خاتمة الرسالة]

  فهذا ما يجب علينا من البيان، ويلزم من الرد على حسب الإمكان، ومرجع الشأن إلى الملك الديان، فقد أعد للعباد بعد دار التكليف دارًا للمعاد، ومقامًا للفصل بين أهل الرشاد منهم وأرباب الفساد، وإنما هذه الدنيا محلُ ابتلاء ومَنْزِلُ التواء، وقد أوضحَ اللَّه جلَّ وعلا فيها الدليل، وأنهج لسالكها سَوَاء السبيل، ولم يجعلْهَا سبحانه نُزُلاً لأوليائه، ولم يرتضِهَا منزلاً لأصفيائه، فترى أهلَ بيتِ النبوة


(١) (كشف أسرار الباطنية) (ص/١٢).

(٢) التي حصر الله تعالى المؤمنين عليها مبالغة بقوله تعالى: {إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ}⁣[الحجرات ١٠]. تمت من المؤلِّف (ع).