مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[الأصل الثاني: أن لله تعالى على عباده حججا]

صفحة 99 - الجزء 1

  مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ}⁣[الإسراء ٣٦]، {إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡـًٔاۚ}⁣[يونس ٣٦]، {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ١٦٩}⁣[البقرة].

  والتأويلُ للعِلْمِ والظَّنِّ بإخراجِهِمَا عن حقيقتِهِمَا: تحريفٌ وتبديل، وخلافُ ما قام عليه الدليل، {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ ٨ ثَانِيَ عِطۡفِهِۦ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۖ}⁣[الحج].

  وأَيضًا: فمنَ المعلومِ ضرورةً اختلافُ الظنون، فيلزمُ الاتِّبَاعُ لها قطعًا الاختلافَ والتَّفَرُّقَ الذي نَهَى عنه رَبُّ العالمين. قال : {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ}⁣[الأنعام ١٥٣]، {وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِمَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ١٠٥}⁣[آل عمران].

[الأصل الثاني: أنَّ لله تعالى على عباده حُجَجًا]

  ومنها⁣(⁣١): أَنَّ للَّهِ تعالى عَلَى عِبَادِهِ حُجَجًا لازمةً، وبَيِّنَاتٍ قائمة.

أَوَّلُهَا العَقْل:

  ولولاه لَمَا عُرِفَ التوحيدُ ولا النبوةُ ولا العَدْل.

ثانيها: الكتابُ المجيد:

  الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خَلْفِهِ تنزيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حميد.

[بحث مختصر في خبر العَرْض على كتاب الله تعالى]

  وقد أَوْجَبَ ساداتُ آلِ محمدٍ ÷ عَرْضَ كلِّ ما وَرَدَ عليه، وَرَدَّ جميعِ ما نُقِلَ إليه؛ لقولِ اللَّهِ تعالى: {إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ}⁣[الإسراء ٩].

  قال رسولُ اللَّهِ ÷ فيما رواه إِمامُ الأَئِمَّة، وهادي الأُمَّة، وكاشِفُ الغُمَّة، يحيى بْنُ الحسينِ بْنِ القاسمِ بْنِ إبراهيم، عليهم أفضلُ الصلاةِ والتسليم⁣(⁣٢):


(١) أي من تلك الأصول.

(٢) (كتاب تفسير معاني السنة) المطبوع ضمن مجموع الإمام الهادي إلى الحق المبين # (ص/٤٨٠).