[الأصل الثاني: أن لله تعالى على عباده حججا]
  مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ}[الإسراء ٣٦]، {إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡـًٔاۚ}[يونس ٣٦]، {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ١٦٩}[البقرة].
  والتأويلُ للعِلْمِ والظَّنِّ بإخراجِهِمَا عن حقيقتِهِمَا: تحريفٌ وتبديل، وخلافُ ما قام عليه الدليل، {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ ٨ ثَانِيَ عِطۡفِهِۦ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۖ}[الحج].
  وأَيضًا: فمنَ المعلومِ ضرورةً اختلافُ الظنون، فيلزمُ الاتِّبَاعُ لها قطعًا الاختلافَ والتَّفَرُّقَ الذي نَهَى عنه رَبُّ العالمين. قال ﷻ: {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ}[الأنعام ١٥٣]، {وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِمَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ١٠٥}[آل عمران].
[الأصل الثاني: أنَّ لله تعالى على عباده حُجَجًا]
  ومنها(١): أَنَّ للَّهِ تعالى عَلَى عِبَادِهِ حُجَجًا لازمةً، وبَيِّنَاتٍ قائمة.
أَوَّلُهَا العَقْل:
  ولولاه لَمَا عُرِفَ التوحيدُ ولا النبوةُ ولا العَدْل.
ثانيها: الكتابُ المجيد:
  الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خَلْفِهِ تنزيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حميد.
[بحث مختصر في خبر العَرْض على كتاب الله تعالى]
  وقد أَوْجَبَ ساداتُ آلِ محمدٍ ÷ عَرْضَ كلِّ ما وَرَدَ عليه، وَرَدَّ جميعِ ما نُقِلَ إليه؛ لقولِ اللَّهِ تعالى: {إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ}[الإسراء ٩].
  قال رسولُ اللَّهِ ÷ فيما رواه إِمامُ الأَئِمَّة، وهادي الأُمَّة، وكاشِفُ الغُمَّة، يحيى بْنُ الحسينِ بْنِ القاسمِ بْنِ إبراهيم، عليهم أفضلُ الصلاةِ والتسليم(٢):
(١) أي من تلك الأصول.
(٢) (كتاب تفسير معاني السنة) المطبوع ضمن مجموع الإمام الهادي إلى الحق المبين # (ص/٤٨٠).