[إبطال بعض الأقوال المنسوبة للإمام الأعظم زيد بن علي @]

  وَأَمَّا قَوْلُهُ: «الإِمَامُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ # كَانَ يَضُمُّ، وَيُؤَمِّنُ، وَلَا يَقُولُ: (حَيَّ عَلَى خير العَمَل)».

  فَكُلُّ هَذَا غَيْرُ صَحِيحٍ، وَلَا أَصْلَ لَهُ، فَلَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ أَنَّهَ ضَمَّ، وَإِنَّمَا تَوَهَّمَ بَعْضُهُم مِنْ رِوَايَةِ: «ثَلَاثٌ مِنْ أَخْلاقِ الأَنْبِيَاءِ ...» الخَبَرَ.

  وَقَدْ تَكَلَّمْتُ عَلَى ذَلِكَ فِي (الْمَنْهَجِ الأَقْوَمِ).

  وَلَمْ يُنْقَلْ عَنْهُ التَّأْمِينُ أَصْلًا، وَهْوَ الرَّاوِي لِحَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ عَنْ أَبِيهِ زَيْنِ العَابِدِينَ @⁣^(⁣١).

[الأدلة على جواز إطلاق لفظ السَّيِّد على غير الله تعالى]

  وَأَمَّا قَوْلُهُ: «إِنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُدْعَى أَحَدٌ بِلَفْظِ: (يا سيدي)».

  فَإِنْ أَرَادَ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ إِطْلَاقُ لَفْظِ (السَّيِّد) عَلَى أحَدٍ مِنَ الخَلْقِ، فَهْوَ رَدٌّ لِلقُرْآنِ الكَرِيمِ، فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَسَيِّدٗا وَحَصُورٗا وَنَبِيّٗا مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ٣٩}⁣[آل عمران].

  وَرَدٌّ لِلسُّنَّةِ الشَّرِيفَةِ حَيْثُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ مُشِيرًا إِلَى وَلَدِهِ الحَسَنِ #: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَسَيُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ»، أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ⁣^(⁣٢)، وَغَيْرُهُ⁣^(⁣٣).

(١) البحث في هذا مستوفى في (المنهج الأقوم) للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #، فارجع إليه موفقًا.

(٢) البخاري، بأرقام (٢٧٠٤)، و (٣٧٤٦)، و (٧١٠٩)، ط: (العصرية).

(٣) رواه أبو داود الطيالسي في (المسند) (٢/ ٢٠٣)، رقم (٩١٥)، وعبد الرزاق الصنعاني في (المصنَّف) (١١/ ٤٥٢)، رقم (٢٠٩٨١)، وابنُ أبي شيبة في (المصنَّف) (١٧/ ١٦٠)، رقم (٣٢٨٤٢)، وإسحاقُ بن راهويه في (المسند) (٤/ ١٣١)، برقم (١٨٩٩)، وعليُّ بن الجعد في (المسند) برقم (٣٢٩٩)، والحميدي في (المسند) (٢/ ٢٥)، رقم (٨١١)، وأحمدُ بن حنبل في (المسند) (٣٤/ ٣٣)، رقم (٢٠٣٩٢)، وبرقم (٢٠٤٩٩)، و (٢٠٥١٦)، وأبو داود السجستاني في (السنن) (٤/ ٢١٦)، رقم (٤٦٦٢)، والترمذي برقم (٣٨٧٢)، وقال: «حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ»، ورواه النسائي في (السنن الكبرى) (١/ ٥٣١)، رقم (١٧١٨)، والحاكم في (المستدرك) (٣/ ١٩٢)، رقم =