مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[بحث في تعداد الصفات التي أثبتها الأشعرية، والرد عليهم]

صفحة 423 - الجزء 1

  وَمِنْ أَلْفَاظِهِ الشَّرِيفَةِ: «إِنَّ اللَّهَ ø أَنْزَلَ قِطْعَةً مِنْ نُورٍ، فَأَسْكَنَهَا فِي صُلْبِ آدَمَ، فَسَاقَهَا حَتَّى قَسَمَهَا جُزْئَيْنِ، فَجَعَلَ جُزْءًا فِي صُلْبِ عَبْدِ اللَّهِ، وَجُزْءًا فِي صُلْبِ أَبِي طَالِبٍ؛ فَأَخْرَجَنِي نَبِيًّا، وَأَخْرَجَ عَلِيًّا وَصِيًّا». أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الْمَنْصُورُ بِاللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْزَةَ فِي الشَّافِي⁣(⁣١)، وَأَخْرَجَ نَحْوَهُ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ⁣(⁣٢)، وَمِنَ (الْفِرْدَوْسِ)⁣(⁣٣)، وَالْحَاكِمُ الْجُشَمِيُّ فِي (السَّفِينَةِ)، وَغَيْرُهُم⁣(⁣٤).

  وَقَد اسْتَوْفَيْنَا الْكَلَامَ عَلَيْهِ فِي (لَوَامِعِ الأَنْوَار)⁣(⁣٥).

  نَعَم، وَفِي هَذَا الشِّعْرِ جَزْمُ الْمُضَارِعِ بِلَو، كَمَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ:

  لَوْ يَشَأْ، طَارَ بِهِ ذُو مَيْعَةٍ ... لَاحِقُ الآطَالِ نَهْدٌ ذُو خُصَلْ⁣(⁣٦)

[بحث في تعداد الصفات التي أثبتها الأشعريَّة، والرَّدّ عليهم]

  (٨) مِنْ (صفح/٢١٢) (ج ٢)⁣(⁣٧) قوله: «وَلَقْدَ أَحْسَنَ صَاحِبُ الْبُرْدَةِ⁣(⁣٨) حَيْثُ يَقُولُ فِي وَصْفِ آيَاتِ القُرْآنِ العَظِيمِ، وَفِي تَحْقِيقِ مَعْنَى مَا قَدَّمْنَاهُ أَيْضًا:

  آيَاتُ حَقٍّ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثَةٌ ... قَدِيمَةٌ صِفَةُ الْمَوْصُوفِ بِالْقِدَمِ

  إلخ.


(١) الشافي (١/ ٣٢٩).

(٢) عزاه إلى (مسند أحمد، والفضائل): ابنُ أبي الحديد في (شرح النهج) (٩/ ١٧١)، وهو في (فضائل الصحابة) (زيادات القَطيعي) (٢/ ٨٢٣) برقم (١١٣٠).

(٣) (الفردوس) للديلمي (٢/ ١٩١) رقم (٢٩٥٢) عن سلمانَ رضيَ اللَّهُ تعالى عنه، ولفظه: «خُلِقْتُ أَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ نُوْرٍ وَاحِدٍ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ بِأَرْبَعَةِ آلافِ عَامٍ، فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ رَكَّبَ ذَلِكَ النُّوْرَ فِي صُلْبِهِ فَلَمْ يَزَلْ فِي شَيءٍ وَاحِدٍ حَتَّى افْتَرَقَا فِي صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَفِيَّ النُّبُوَّةُ، وَفِي عَلِيٍّ الْخِلَافَة».

(٤) كابن المغازلي في (المناقب) (ص/٧٤ - ٧٥)، رقم (١٣٠).

(٥) منها في (الفصل التاسع) (ط ١/ ٢/٥١١)، (ط ٢/ ٢/٥٧٢)، (ط ٣/ ٢/٦٧١).

(٦) قال في حاشية (شرح الكافية) (٤/ ٤٨٨) في شرح هذا البيت: «اللغة: ذو مَيْعَةٍ: ذو نَشَاطٍ وجَلَد. آطال: جمع إطل: الخاصرة. نهد: مرتفع. خُصَل: شعر مجتمع. المعنى: لو أراد النجاة، لنجا بفرسه الضامرة البطن، الطويلة الشَّعْرِ، القوية النشاط، فهي لسرعتها كأنَّها تطير لا تمشي».

(٧) وفي (٢/ ٢٢٩) ط: (دار الكتب العلمية).

(٨) للبوصيري يمدح فيها الرسولَ الأعظم ÷، المسماة: بالكواكب الدرية في مدح خير البرية، أوَّلها:

أَمِنْ تَذَكُّرِ جِيرَانٍ بِذِي سَلَمِ ... مَزَجْتَ دَمْعًا جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَم