فتاوى وبحوث فقهية
  وَالْمُخْتَارُ: الْكَرَاهَةُ لِلْتَّنْزِيهِ إِنْ نَزَلَ إِلَى تَحْتِ الْكَعْبِ مُطْلَقًا - أَي فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا -، وَالتَّحْرِيمُ إِنْ صَحِبَهُ الْخُيَلَاءُ، لِتَقْيِيدِهِ بِهِ فِي بَعْضِ الأَخْبَارِ(١)، وَيُحْمَلُ الْمُطْلَقُ عَلَى الْمُقَيَّدِ.
  *******
(٣) (فيما يقال في سجود التلاوة، وبعض أحكامه)
  وَالْجَوَابُ عَنِ السُّؤَالِ الثَّالِثِ، وَهْوَ فِيمَا يُقَالُ فِي سُجُودِ التِّلَاوَةِ: زَيَادَةً عَلَى مَا ذَكَرْتُمْ، فَقَدْ رُوِيَ عَنْه ÷ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوْكَّلْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا أَجْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاقْبَلْهَا مِنِّي كَمَا قَبِلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاودَ». رَوَاهُ فِي شَرْحِ البَحْرِ.
  وَيُكَبِّرُ لِلإِفْتِتَاحِ وَلِلْسُّجُودِ، وَإِنْ زَادَ أَوْ نَقَّصَ فِي الدُّعَاءِ فَلَا حَرَجَ.
  وَعِنْدَ أَهْلِ الْمَذْهَبِ أَنَّهُ يُسَبِّحُ فِيهَا بِتَسْبِيحِ الصَّلَاةِ.
  وَعِنْدَهُم أَنَّهُ يَكُونُ بِصِفَةِ الْمُصَلِّي فِي الوُضُوءِ وَالطَّهَارَةِ.
  وَعِنْدَ الإِمَامِ أَبِي طَالِبٍ وَالْمَنْصُورِ بِاللَّهِ @ أَنَّهُ لَا يُشْتَرَطُ، وَهْوَ الرَّاجِحُ؛ لأَنَّهَا لَيْسَتْ بِصَلَاةٍ، وَلَمْ يُروَ فِي ذَلِكَ شَيءٌ.
  وَعِنْدَهُمْ أَنَّهَا لَا تَصِحُّ فِي صَلَاةِ الفَرِيضَةِ، وَتَصِحُّ فِي النَّافِلَةِ.
  وَالْمُخْتَارُ: أَنَّهَا تَصِحُّ مُطْلَقًا، وَلَوْ كَانَتْ تَقْتَضِي الفَسَادَ، لأَفْسَدَتْ فِي النَّافِلَةِ، وَقَدْ صَحَّتْ فِي الفَرِيضَةِ فِي أَخْبَارٍ صَحِيحَةٍ، مِنْهَا عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ #(٢).
(١) روى البخاري بإسناده عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ ثَوْبِي يَسْتَرْخِي إِلَّا أَنْ أَتَعَاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «إِنَّكَ لَسْتَ تَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلَاءَ».
ورواه أحمد بن حنبل في (المسند)، وأبو داود في (المسند)، والنسائي في (السنن الكبرى)، وغيرهم.
(٢) روى الإمام الأعظم زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، في مجموعه، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ $ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ =