مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[إثبات الشوكاني للوصاية]

صفحة 390 - الجزء 1

  وَأَخْرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ⁣(⁣١) عَنْ بُرَيْدَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ÷: «لِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِيٌّ وَوَارِثٌ، وَإِنَّ وَصِيِّي وَوَارِثِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ».

  وَأَخْبَارُ الْمُؤَاخَاةِ وَالْوَصِيَّةِ كَثِيرَةٌ، انْظُرِ الْبَسَائِطَ (كَتَخْرِيجِ الشَّافِي) لِشَيْخِنَا عَلَّامَةِ الْعِتْرَةِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحُوثِيِّ ®.

  وَاسْتَوْفَيْنَا ذَلِكَ فِي (لَوَامِعِ الأَنْوَارِ)⁣(⁣٢).

[إثبات الشوكاني للوصاية]

  وَقَدْ أَلَّفَ فِي إِثْبَاتِ الوَصِيَّةِ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ #: القَاضِي العَلَّامَةُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ صَاحِبُ (نَيْلِ الأَوْطَارِ) مُؤلَّفًا سَمَّاهُ (العِقْدَ الثَّمِينَ)، وَقَدْ طُبِعَ فِي ضِمْنِ (الرَّسَائِلِ اليَمَنِيَّةِ)⁣(⁣٣).

  وَرَدَّ عَلَى مَا رُويَ فِي البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ عَنْ عَائِشَةَ⁣(⁣٤)، وَلَفْظُ مَا رَوَيَاهُ: ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ ¥. فَقَالَتْ: مَنْ قَالَهُ؟ ... إِلَى قَوْلِهَا: فَكَيْفَ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ.

  قَالَ بَعْضُ الْعِتْرَةِ: قَدْ تَعْلَمُ أَنَّ الشَّيْخَيْنِ - يَعْني البُخَارِيَّ وَمُسْلِمًا - رَوَيَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَصِيَّةَ النَّبِيِّ ÷ إِلَى عَلِيٍّ مِنْ حَيْثُ لَا يَقْصِدَان؛ فَإِنَّ الَّذِينَ ذَكَروا يَومَئِذٍ أَنَّ النَّبِيَّ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ لَمْ يَكُونُوا خَارِجِينَ مِنَ الأُمَّةِ، بَلْ كَانُوا مِنَ الصَّحَابَةِ أَوِ التَّابِعِينَ. إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ.

  قُلْتُ: وَهَذَا وَاضِحٌ، وَيَأبَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَّا أَنْ يُخْرِجَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَةِ مُنْكِرِيهِ.


(١) كما في (ميزان الاعتدال) للذهبي (٢/ ٢٧٣). قلت: والحديث أخرجه الحافظ البغوي في (معجم الصحابة) (٤/ ٣٦٣) برقم (١٨٢٠).

(٢) لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # منها في (الفصل التاسع) (ط ١/ ٢/٥١١)، (ط ٢/ ٢/٥٧٢)، (ط ٣/ ٢/٦٧١).

(٣) وهو الرسالة الثانية، وقد ذكر فيه كثيرًا من الأدلة على ذلك، ومما قال هناك: «وَالوَاجِبُ عَلَيْنَا الإِيْمَانُ بِأَنَّ عَلِيًّا # وَصِيُّ رَسُولِ اللهِ ÷، ...».

(٤) البخاري برقمي (٢٧٤١)، و (٤٤٥٩)، مسلم رقم (٤٢٣١)، ط: (العصرية).