[إثبات الشوكاني للوصاية]
  وَأَخْرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ(١) عَنْ بُرَيْدَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ÷: «لِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِيٌّ وَوَارِثٌ، وَإِنَّ وَصِيِّي وَوَارِثِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ».
  وَأَخْبَارُ الْمُؤَاخَاةِ وَالْوَصِيَّةِ كَثِيرَةٌ، انْظُرِ الْبَسَائِطَ (كَتَخْرِيجِ الشَّافِي) لِشَيْخِنَا عَلَّامَةِ الْعِتْرَةِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحُوثِيِّ ®.
  وَاسْتَوْفَيْنَا ذَلِكَ فِي (لَوَامِعِ الأَنْوَارِ)(٢).
[إثبات الشوكاني للوصاية]
  وَقَدْ أَلَّفَ فِي إِثْبَاتِ الوَصِيَّةِ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ #: القَاضِي العَلَّامَةُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ صَاحِبُ (نَيْلِ الأَوْطَارِ) مُؤلَّفًا سَمَّاهُ (العِقْدَ الثَّمِينَ)، وَقَدْ طُبِعَ فِي ضِمْنِ (الرَّسَائِلِ اليَمَنِيَّةِ)(٣).
  وَرَدَّ عَلَى مَا رُويَ فِي البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ عَنْ عَائِشَةَ(٤)، وَلَفْظُ مَا رَوَيَاهُ: ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ ¥. فَقَالَتْ: مَنْ قَالَهُ؟ ... إِلَى قَوْلِهَا: فَكَيْفَ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ.
  قَالَ بَعْضُ الْعِتْرَةِ: قَدْ تَعْلَمُ أَنَّ الشَّيْخَيْنِ - يَعْني البُخَارِيَّ وَمُسْلِمًا - رَوَيَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَصِيَّةَ النَّبِيِّ ÷ إِلَى عَلِيٍّ مِنْ حَيْثُ لَا يَقْصِدَان؛ فَإِنَّ الَّذِينَ ذَكَروا يَومَئِذٍ أَنَّ النَّبِيَّ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ لَمْ يَكُونُوا خَارِجِينَ مِنَ الأُمَّةِ، بَلْ كَانُوا مِنَ الصَّحَابَةِ أَوِ التَّابِعِينَ. إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ.
  قُلْتُ: وَهَذَا وَاضِحٌ، وَيَأبَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَّا أَنْ يُخْرِجَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَةِ مُنْكِرِيهِ.
(١) كما في (ميزان الاعتدال) للذهبي (٢/ ٢٧٣). قلت: والحديث أخرجه الحافظ البغوي في (معجم الصحابة) (٤/ ٣٦٣) برقم (١٨٢٠).
(٢) لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # منها في (الفصل التاسع) (ط ١/ ٢/٥١١)، (ط ٢/ ٢/٥٧٢)، (ط ٣/ ٢/٦٧١).
(٣) وهو الرسالة الثانية، وقد ذكر فيه كثيرًا من الأدلة على ذلك، ومما قال هناك: «وَالوَاجِبُ عَلَيْنَا الإِيْمَانُ بِأَنَّ عَلِيًّا # وَصِيُّ رَسُولِ اللهِ ÷، ...».
(٤) البخاري برقمي (٢٧٤١)، و (٤٤٥٩)، مسلم رقم (٤٢٣١)، ط: (العصرية).