مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[الرد على نسبة الإرجاء للسيد الإمام الهادي بن إبراهيم @]

صفحة 169 - الجزء 1

[الرد على نسبة الإرجاء للسيد الإمام الهادي بن إبراهيم @]

  هذا وممن رماهم بالإرجاء؛ - لزعمه أنهم يجوزون الشفاعة للفاسق -: السيد الإمام السابق، مجدد المآثر، ومؤيد الدين الداثر، البدر المنير، والبحر الغزير: الهادي بن إبراهيم الوزير @.

  فمن عَقْدِ كلامه الذي لا يحل حَل إبرامه قوله في قصيدته في أصول الدين المسماة (درة الغواص)، التي شَرَحَها هو، وشَرَحَها السَّيِّدُ العلامة عبد الكريم بن عبد اللَّه أبو طالب ¥:

  وَمَنْ مَاتَ مِنْ بَعْدِ الوَعِيدِ بِكُفْرِهِ ... فَإِنَّ جَزَاءَ النَّارِ أَعْظُمُهُ تَبْرِي

  كَذَاكَ مِنَ الفُسَّاقِ مَنْ مَاتَ عَاصِيًا ... فَإِنَّ لَهُ نَارًا مُوَجَّجَةَ الْجَمْرِ

  يُخَلِّدُهُ البَارِي بِهَا فِي عَذَابِهَا ... وَمَا إِنْ لَهُ في النَّارِ يُكْشَفُ مِنْ ضُرِّ

  بِذَلِكَ جَاءَ النَّصُّ وَهْوَ مُؤَيَّدٌ ... بِتَحْقِيقِ بُرْهَانٍ مِنَ الْكَلِمِ الْغُرِّ

  إلى أن قال:

  وَمَذْهَبُنَا أَنَّ الشَّفَاعَةَ في غَدٍ ... لَهَا يَتَلَقَّى المؤْمِنُونَ ضُحَى الْحَشْرِ

  وَلَيْسَتْ لِذِي فِسْقٍ وِإِنْ قَالَ قَائِلٌ ... بِهِ فَهْوَ مَرْدُودٌ بِنَصٍّ مِنَ الذِّكْرِ

  فهذه صرائح أقواله، تنادي برد ذلك النقل وإبطاله.

  وليس لقائل أَنْ يقولَ: يُحْمَلُ عَلَى أَنَّ له قولًا آخر.

  لأَنَّا نقول له: أين أنت يا وَسْنَان⁣(⁣١)؟ أصاحٍ أم سكران؟، أتدري أَنَّك في أَصْلٍ من أصول الأديان، التي كَلَّفَ اللَّهُ تعالى عِبَادَه فيها الوقوفَ عَلَى حقيقة العِرْفَان؟، فمثلُ هذا الإمامِ لا يكون له فيها قولان؛ إذ يكونُ قد صَدَرَ أَحدُهُمَا عن غير بُرهان؛ إذ العِلْمَان لا يتناقضان، وحاشاه وهو قمر الهدايةِ الزاهر، وبحرُ الدِّرَاية الزاخر.

  وهذا الكتابُ أَقَلُّ مِن أَنْ يُوثَقَ به في هذا الباب، أو يُصَدَّقَ في قوله عَلَى حَمَلَةِ


(١) الْوَسَنُ وَالسِّنَةُ: النُّعَاسُ، وَقَدْ وَسِنَ الرَّجُلُ - بِالْكَسْرِ - يَوْسَنُ وَسَنًا فَهْوَ وَسْنَان. (مختار الصحاح).