البلاغ المبين
  وَالْمُطَهِّرَاتُ عَلَى خِلَافٍ فِي البَعْضِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ، يَجْمَعُهَا قَوْلُهُ:
  مَاءٌ وَتُرْبٌ وَإِسْلَامٌ حِجَارَتُهُمْ ... مَسْحٌ، وَنَزْحٌ، جَفَافٌ، بَعْدَهُ الرِّيقُ
  ثُمَّ النُّضُوبُ، وَالاِسْتِيلَا، اسْتِحَالَتُهُمْ ... كَذَا مُكَاثَرَةٌ، جَمْعٌ وَتَفْرِيقُ
  وَفِي (البَحْرِ) خِلَافٌ فِي أَنَّ الشَّمْسَ وَالرِّيحَ تُطَهِّرُ الأَرْضَ. انْتَهَى.
(فصل: في النية)
  لَمَّا كَانَتْ أَصْلًا فِي جَمِيعِ الأَعْمَالِ، بَلْ لَا وُجُودَ لِلْشَّرْعِيَّةِ عَلَى الْمُخْتَارِ -، كَمَا هُوَ قَوْلُ الإِمَامِ أَبِي طَالِبٍ # عَلَى مَا حَقَّقَهُ فِي (شَرْحِ الغَايَةِ)، وَلَا صِحَّةَ لِغَيْرِهَا إِلَّا بِهَا كَمَا يُفِيدُهُ الْحَصْرُ فِي الأَخْبَارِ إِلَّا مَا خَصَّهُ الدَّلِيلُ، كَإِزَالَةِ النَّجَاسَةِ الْمَخْصُوصَةِ بِالإِجْمَاعِ، كَمَا ذَكَرَهُ الإِمَامُ الْمُؤَيَّدُ بِاللَّهِ # - حَسُنَ(١) تَقْدِيمُهَا، كَمَا فَعَلَ ذَلِكَ بَعْضُ الْمُؤَلِّفِينَ كَالإِمَامِ القَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ @ فِي (الاِعْتِصَامِ).
  حَقِيقَتُهَا، لُغَةً: القَصْدُ.
  وَقَد اخْتُلِفَ أَهْيَ فِي الشَّرْعِ: مُجَرَّدُ هَذَا القَصْدِ، فَلَا يُشْتَرَطُ إِلَّا وُقُوعُ الْمَقْصُودِ عَلَى سَبِيلِ الاِخْتِيَارِ، أَمْ هِيَ زِيَادَةٌ عَلَى ذَلِكَ، بِإِعْمَالِ الْفِكْرِ، كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ فِي (الْمِصْبَاحِ) بِقَوْلِهِ: نَوَيْتُهُ: أَنْوِيهِ: قَصَدْتُهُ، وَالِاسْمُ: النِّيَّةُ، وَالتَّخْفِيفُ لُغَةٌ ... ، ثُمَّ خُصَّتِ النِّيَّةُ فِي غَالِبِ الِاسْتِعْمَالِ بِعَزْمِ الْقَلْبِ عَلَى أَمْرٍ مِنَ الأُمُورِ. إلخ.
  وَهَذَا أَمْرٌ زَائِدٌ عَلَى الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ، كَمَا قَالَ(٢): وَعَزَمَ عَزِيمَةً، وَعَزْمَةً: اجْتَهَدَ وَجَدَّ فِي أَمْرِهِ. انتهى، فَتَكُونُ أَخَصَّ مِنَ القَصْدِ الْمُجَرَّدِ.
  وَقَد اسْتَوْفَى البَحْثَ فِي (شَرْحِ الْمَجْمُوعِ)(٣)، وَلِلْنَّاظِرِ نَظَرُهُ.
  الأَدِلَّةُ عَلَيْهَا كَثِيرَةٌ، كِتَابًا وَسُنَّةً، قَالَ ø: {وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ}، دَلَّتْ عَلَى قَصْرِ الأَمْرِ عَلَى الْعِبَادَةِ حَالَ الإِخْلاَصِ.
(١) جواب لَمَّا.
(٢) أي صاحب (المصباح المنير).
(٣) (الروض النضير شرح مجموع الفقه الكبير) للحافظ السياغي ¦ (١/ ١٤٢).