[الكلام على حديث الذي ترك جانبا من عقبه جافا]
  وَلَا تَسْمَعُ لَهَا عِنْدَهُ رِكْزًا(١)؛ مَشْيًا عَلَى مَنْهَجِ خُصُومِهِم، الْمُعْرِضِينَ عَنْ عُلُومِهِم، وَاللَّوْمُ لَهُ أَلْزَم، وَالعَتْبُ عَلَيْهِ أَعْظَم، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ.
[الكلام على حديث الذي ترك جانبًا من عَقِبِه جافًّا]
  (٤) وَفِي (صفح - ٨٠) (طبع مصر)، قَوْلُهُ: «فَالأَحْسَنُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ قَوْلَ الرَّاوِي أَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ الوُضُوءَ أَيْ غَسْلَ مَا تَرَكَهُ ...»، إلخ.
  قُلْتُ: لَمْ يَذْكُرْ دَلِيلًا يُوجِبُ التَّأْوِيلَ الْمَذْكُورَ، وَلَوْ نَظَرَ الْمُؤَلِّفُ إِلَى كُتُبِ أَهْلِهِ - أَهْلَ البَيْتِ - لَوَجَدَ مَا يُغْنِيهِ عَنِ التَّكَلُّفِ، فَفِي (شَرْحِ التَّجْرِيدِ)(٢) لِلإِمَامِ الْمُؤَيَّدِ بِاللَّهِ بِالسَّنَدِ الصَّحِيحِ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ $، قَالَ: (بَيْنَا أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ ÷ جَالِسَانِ فِي الْمَسْجِدِ؛ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ حَتَّى سَلَّمَ، وَقَدْ تَطَهَّرَ وَعَلَيْهِ أَثَرُ الطُّهُورِ، فَتَقَدَّمَ فَي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ لِيُصَلِّيَ، فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ ÷ جَانِبًا مِنْ عَقِبِهِ جَافًّا، فَقَالَ لِي: «يَا عَلِيُّ هَلْ تَرَى مَا أَرَى؟» قُلْتُ: نَعْم. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «يَا صَاحِبَ الصَّلَاةِ، إِنِّي أَرَى جَانِبًا مِنْ عَقِبِكَ جَافًّا؛ فَإِنْ كُنْتَ أَمْسَسْتَهُ الْمَاءَ فَامْضِ فِي صَلَاتِكَ، وَإِنْ كُنْتَ لَمْ تُمْسِسْهُ الْمَاءَ فَاخْرُجْ مِنَ الصَّلَاةِ». فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ أَصْنَعُ، أَسْتَقْبِلُ الطُّهُورَ؟ قَالَ: «لَا، بَل اغْسِلْ مَا بَقِيَ». فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ صَلَّى هَكَذَا كَانَتْ مَقْبُولَةً)؟ قَالَ ÷: «لَا، حَتَّى يُعِيدَهَا».
  وَفِي (الْجَامِعِ الْكَافِي) عَنْ عَلِيٍّ #، قَالَ: (رَأَى رَسُولُ اللَّهِ ÷ رَجُلًا يُصَلِّي، وَسَاقَ الْخَبَرَ، إِلَى قَوْلِهِ: أَسْتَقْبِلُ الطُّهُورَ؟ فَقَالَ ÷: «لَا، بَل اغْسِلْ مَا بَقِيَ»، انْتَهَى.
(١) «(الرِّكْزُ): الصَّوْتُ الْخَفِيُّ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَوۡ تَسۡمَعُ لَهُمۡ رِكۡزَۢا ٩٨}[مريم]، وَ (الرِّكَازُ) - بِالْكَسْرِ -: دَفِينُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، كَأَنَّهُ رُكِّزَ فِي الْأَرْضِ». تمت من (مختار الصحاح).
(٢) شرح التجريد (١/ ١٤٢)، وهو في أمالي الإمام أحمد بن عيسى @ (١/ ٦١) (مع رأب الصدع).