فتاوى وبحوث فقهية
  وَفِي بَعْضِ حَوَاشِي الصِّحَاحِ: جَرَّا: اسْمٌ مَقْصُورٌ لَا تَنْوِينَ فِيهِ وَلاَ مَدّ.
  وَأَصْلُ مَعْنَى جَرَّا: أَي تُتْرَكُ الإِبِلُ وَالْبَقَرُ تَرْعَى وَهْيَ تَسِيرُ مِنْ دُونِ قَصْرٍ لَهَا.
  قَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ: مَعْنَى هَلُمَّ جَرَّا: تَسِيرُوا عَلَى هَيْئَتِكُمْ، فَلَا تَشُقُّوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَرِكَابِكُمْ، ثُمَّ اسْتُعْمِلَتْ فِي هَذَا الْمَعْنَى، وَهْوَ عَدَمُ الاِقْتِصَارِ عَلَى غَايَةٍ وَمَنْعِ الْحَصْرِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: نَقُولُ كَانَ ذَلِكَ عَامَ كَذَا وَهَلُمَّ جَرَّا إِلَى اليَوْمِ.
  تَمَّتْ سَمَاعًا عَنْ شَيْخِنَا الإمام مَجْدالدِّين بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْمُؤَيَّدِيِّ #.
  *******
[جواب مفيد في العدوى وانتقال الأمراض، والجمع بين ما ورد في التوكل على الله تعالى وبين حديث «لا عدوى ولا طيرة في الإسلام»]
  
  هَذَا جَوَابٌ مُفِيدٌ عَلَى سُؤَالٍ حَرَّرْتُهُ إِلَى مَوْلَانَا الْعَلَّامَةِ ضِيَاءِ الْإِسْلَامِ، وَبَرَكَةِ الْآلِ الْكِرَامِ مَجْدِالدِّينِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُؤَيَّدِيِّ، حَفِظَهُ اللهُ وَأَبْقَاهُ، وَجَزَاهُ عَنَّا خَيْرَ الْجَزَاءِ، تَضَمَّنَ مَسَائِلَ حَادِثَةً مُفِيدَةً، وَحَلَّ إِشْكَالَاتٍ بِعِبَارَاتٍ سَدِيدَةٍ، وَهْوَ هَذَا:
  
  الْحَمْدُ للهِ {عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلۡكَبِيرُ ٱلۡمُتَعَالِ ٩ سَوَآءٞ مِّنكُم مَّنۡ أَسَرَّ ٱلۡقَوۡلَ وَمَن جَهَرَ بِهِۦ وَمَنۡ هُوَ مُسۡتَخۡفِۭ بِٱلَّيۡلِ وَسَارِبُۢ بِٱلنَّهَارِ ١٠ لَهُۥ مُعَقِّبَٰتٞ مِّنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ يَحۡفَظُونَهُۥ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ سُوٓءٗا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ ١١}[الرعد]، وَبَعْدُ، فَإِنَّهُ وَقَعَ الْاطِّلَاعُ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ.
  وَالْجَوَابُ، واللهُ الْهَادِي إِلَى مِنْهَاجِ الصَّوَابِ:
  أَنَّ مَا نَطَقَتْ بِهِ الْآيَاتُ، وَتَطَابَقَتْ عَلَيْهِ الدَّلَالَاتُ عَقْلًا وَنَقْلًا مِنِ اسْتِنَادِ الْأَمْرِ كُلِّهِ فِي جَمِيعِ مَا دَبَّرَهُ وَقَدَّرَهُ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ فِي خَلْقِهِ مَوْتًا وَحَيَاةً وَصِحَّةً وَسُقْمًا وَفَقْرًا وَغِنَاءً وَرِزْقًا وَأَجَلًا، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ تَصَرُّفَاتِ الْخَبِيرِ الْحَكِيمِ لَا