مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(11) - الكلام على قوله تعالى: {وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ}

صفحة 612 - الجزء 1

  وَهْوَ أَيْضًا دَلِيلٌ عَلَى الْمُعْتَزِلَةِ».

  قَالَ مَوْلَانَا الإِمَامُ: لَا دَلِيلَ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ إِلَّا بَيَانَ قُدْرَتِهِ.

  (١١) الكلام على قوله تعالى: {وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ}⁣[الأنعام ١١٣]:

  قَالَ البَيْضَاوِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: «{وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ} عَطْفٌ عَلَى {غُرُورٗاۚ} إِنْ جُعِلَ عِلَّةً، أَوْ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ، أَيْ: وَلِيَكُونَ ذَلِكَ {جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا}.

  وَالْمُعْتَزِلَةُ لَمَّا اضْطُرُّوا فِيهِ قَالُوا: اللَّامُ لَامُ العَاقِبَةِ، أَوْ: لَامُ القَسَمِ، كُسِرَتْ لَمَّا لَمْ يُؤْكَّدِ الفِعْلُ بِالنُّونِ، أَوْ لَامُ الأَمْرِ، وَضُعْفُهُ ظَاهِرٌ».

  قَالَ مَوْلَانَا الإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #: بَل الظَّاهِرُ ضُعْفُ الْجَبْرِ وَبُطْلاَنُهُ، وَلَوْ كَانَ جَلَّ وَعَلَا مُرِيدًا لِلْمَعَاصِي لَكَانَ جَمِيعُ الْعُصَاةِ مُطِيعِينَ؛ لِأَنَّ الطَّاعَةَ هِيَ: فِعْلُ مَا يُرِيدُ الْمُطَاعُ قَطْعًا. فَكَيْفَ يُعَذِّبُهُمْ عَلَى فِعْلِ مَا يُرِيدُ؟!.

(١٢) [الدُّعَاءُ بَيْنَ الْجَلَالَتَيْنِ]

  الآية: {وَإِذَا جَآءَتۡهُمۡ ءَايَةٞ قَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ حَتَّىٰ نُؤۡتَىٰ مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِۘ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥۗ}⁣[الأنعام: ١٢٤].

  قَالَ مَوْلَانَا الإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #: الدُّعَاءُ بَيْنَ الْجَلَالَتَيْنِ: «اللَّهُمَّ أَقِلِ الْعَثْرَةَ، وَاغْفِرِ الزَّلَّةَ، وَاقْبَلِ التَّوْبَةَ، وَاغْسِلِ الْحَوْبَةَ⁣(⁣١)، وَتَجَاوَزْ عَنِ الْخَطِيئَةِ، وَارْحَمْ مَنْ لَيْسَ لَهُ رَاحِمٌ سِوَاكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلِّمَ».


(١) «الحَوْبَةُ: الإِثْم، في (التهذيب): رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، واغْسِلْ حَوْبَتِي. قال أَبو عُبيد: حَوْبَتِي يَعْنِي الْمَأْثَمَ - بِفَتْح الحَاءِ، وتُضَمُّ - وهو من قوله ø: {إِنَّهُۥ كَانَ حُوبٗا كَبِيرٗا ٢}⁣[النساء]. قال: وكُلُّ مَأْثَمٍ حُوبٌ وحَوْبٌ، والوَاحِدَةُ حُوبةٌ». تمت بتصرف من (تاج العروس).