(11) - الكلام على قوله تعالى: {وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ}
  وَهْوَ أَيْضًا دَلِيلٌ عَلَى الْمُعْتَزِلَةِ».
  قَالَ مَوْلَانَا الإِمَامُ: لَا دَلِيلَ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ إِلَّا بَيَانَ قُدْرَتِهِ.
  (١١) الكلام على قوله تعالى: {وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ}[الأنعام ١١٣]:
  قَالَ البَيْضَاوِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: «{وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ} عَطْفٌ عَلَى {غُرُورٗاۚ} إِنْ جُعِلَ عِلَّةً، أَوْ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ، أَيْ: وَلِيَكُونَ ذَلِكَ {جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا}.
  وَالْمُعْتَزِلَةُ لَمَّا اضْطُرُّوا فِيهِ قَالُوا: اللَّامُ لَامُ العَاقِبَةِ، أَوْ: لَامُ القَسَمِ، كُسِرَتْ لَمَّا لَمْ يُؤْكَّدِ الفِعْلُ بِالنُّونِ، أَوْ لَامُ الأَمْرِ، وَضُعْفُهُ ظَاهِرٌ».
  قَالَ مَوْلَانَا الإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #: بَل الظَّاهِرُ ضُعْفُ الْجَبْرِ وَبُطْلاَنُهُ، وَلَوْ كَانَ جَلَّ وَعَلَا مُرِيدًا لِلْمَعَاصِي لَكَانَ جَمِيعُ الْعُصَاةِ مُطِيعِينَ؛ لِأَنَّ الطَّاعَةَ هِيَ: فِعْلُ مَا يُرِيدُ الْمُطَاعُ قَطْعًا. فَكَيْفَ يُعَذِّبُهُمْ عَلَى فِعْلِ مَا يُرِيدُ؟!.
(١٢) [الدُّعَاءُ بَيْنَ الْجَلَالَتَيْنِ]
  الآية: {وَإِذَا جَآءَتۡهُمۡ ءَايَةٞ قَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ حَتَّىٰ نُؤۡتَىٰ مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِۘ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥۗ}[الأنعام: ١٢٤].
  قَالَ مَوْلَانَا الإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #: الدُّعَاءُ بَيْنَ الْجَلَالَتَيْنِ: «اللَّهُمَّ أَقِلِ الْعَثْرَةَ، وَاغْفِرِ الزَّلَّةَ، وَاقْبَلِ التَّوْبَةَ، وَاغْسِلِ الْحَوْبَةَ(١)، وَتَجَاوَزْ عَنِ الْخَطِيئَةِ، وَارْحَمْ مَنْ لَيْسَ لَهُ رَاحِمٌ سِوَاكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلِّمَ».
(١) «الحَوْبَةُ: الإِثْم، في (التهذيب): رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، واغْسِلْ حَوْبَتِي. قال أَبو عُبيد: حَوْبَتِي يَعْنِي الْمَأْثَمَ - بِفَتْح الحَاءِ، وتُضَمُّ - وهو من قوله ø: {إِنَّهُۥ كَانَ حُوبٗا كَبِيرٗا ٢}[النساء]. قال: وكُلُّ مَأْثَمٍ حُوبٌ وحَوْبٌ، والوَاحِدَةُ حُوبةٌ». تمت بتصرف من (تاج العروس).