مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[المقدمة]

صفحة 42 - الجزء 1

[المقدمة]

  

  {ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓۗ}، اللهمَّ اجعلْ أَفْضَلَ صَلَوَاتِكَ، وأَجْزَلَ تحياتِكَ وبركاتِكَ، وأَكْمَلَ سَلَامِكَ وإِكرَامِكَ، وأَجَلَّ إِجلالِكَ وإِعظامِكَ، عَلَى رسولِكَ الذي أرسلتَهُ رحمةً للعالَمِينَ، وأَمِينِكَ الذي أرشدتَ به الغاوين، وهَدَيْتَ به الضالين، وحُجَّتِكَ عَلَى عِبادِكَ إلى يوم الدين، الفاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ من رسالاتك، والخاتم لِمَا سَبَقَ من أَنباءِ سماواتِكَ، وَعَلَى أخيه ووصيِّه، وابنِ عَمِّه ونَجِيِّهِ ووليِّه، وبابِ مدينةِ عِلْمِه، الذي نَزَّلته منه مَنْزِلَةَ نفسِه، واشتققتَ نورَهُ المضيَّ من شَمْسِه، وَغَرْسَهُ الباسقَ الزَّكِيَّ من غَرْسِهِ، وأيَّدْتَهُ بسيفه القاضب⁣(⁣١)، ونَصَرْتَه بِعَزْمِهِ الماضي، الماحِقِ⁣(⁣٢) بذي الفَقَار فَقَرَاتِ الكافرين، والقاطفِ بِحُسَامِهِ البتَّارِ أَعناقَ الناكثين والقاسطين والمارقين، التالي له في مَقَامِهِ وعَهْدِه، والقائمِ بدينه في أُمَّتِهِ مِن بَعْدِه، وعَلَى عِتْرَتِهِ الذين قَرَنْتَهُم بكتابِكَ، وأَقَمْتَهُم حَمَلَةً لِوَحْيِكَ، وَتَراجِمَةً لخِطَابِكَ، فَهُمْ سَفينَةُ نُوح، وَبَابُكَ بابُ السِّلْمِ الْمَفْتُوح، أَوْرَثْتَهُم خِلَافَةَ جَدِّهم في الأَرْض، وأَهَّلْتَهُم لِلْقِيامِ بالسُّنَّة والْفَرْض، وجَعَلْتَهُم أَمَانًا لِمَنْ اسْتَمْسَكَ بهم إلى يوم الْعَرْض، وبعد:

[لفظ حديث الْعَرْض، واعتماد آل محمد $ عليه]

  فاعلم أيها الأخ وفقنا اللَّهُ تعالى وإياك والمؤمنين إلى مَرَاشِد الهداية، وَلَطَفَ بنا عن سُلوك مَدَاحِض الغِوَايَةِ حتَّى نكونَ مِمَّن استمسكَ بالعروة الوثقى، واعتصم بالحبل المتين الأَقوى، أنَّ مِمَّا تَدَاحضتْ⁣(⁣٣) فيه الأَقْدَامُ، وتزاحمت عنده ركائبُ


(١) «سَيْفٌ قَاضِبٌ وَقَضِيبٌ: قَطَّاعٌ». تمت من (المصباح المنير).

(٢) «مَحَقَه - كمَنَعه - يمْحَقُهُ مَحْقًا: أبْطَله ومَحاهُ حتَّى لم يبْقَ منه شيءٌ. وقال ابنُ الأعرابي: المَحْقُ: أن يذهَبَ الشيءُ كُلُّه حتى لا يُرَى منه شَيءٌ. قال الله تعالى: {وَيَمۡحَقَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ١٤١}⁣[آل عمران]، أي: يسْتأصِلهم ويُحْبِط أعمالَهم». تمت (من تاج العروس).

(٣) «دَحَضَتْ الْحُجَّةُ دَحْضًا - مِنْ بَابِ نَفَعَ -: بَطَلَتْ وَأَدْحَضَهَا اللَّهُ فِي التَّعَدِّي، وَدَحَضَ الرَّجُلُ زَلِقَ». من (المصباح).