[مسألة جواز الجمع بين الصلاتين]
[مسألة جواز الجمع بين الصلاتين]
  (٦) وَفِي (الْجُزْءِ الثَّانِي) مِنْ كِتَابِ (سُبُلِ السَّلَامِ) آخر (صفح - ٤٠) مِنْ قَوْلِهِ: «وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ (مُسْلِمٍ): أَنَّهُ جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ، إِلَى قَوْلِهِ: فَلَا يَصِحُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ؛ لِأَنَّهُ غَيْرُ مُعَيِّنٍ لِجَمْعِ التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ، كَمَا هُوَ ظَاهِرُ رِوَايَةِ مُسْلِمٍ، وَتَعْيِينُ وَاحِدٍ مِنْهَا تَحَكُّمٌ ...» إلخ.
  قُلْتُ: يُقَالُ: لَا يُحْتَاجُ إِلَى التَّعْيِينِ؛ لِأَنَّهُ إِذَا ثَبَتَ أَحَدُهُمَا فَقَدْ بَطَلَ القَوْلُ بِوُجُوبِ التَّوْقِيتِ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا القَوْلُ بِعَدَمِ وُجُوبِ التَّوْقِيتِ وَجَوَازِ الْجَمْعِ، فَلَا يَضُرُّ هَذَا الاحْتِمَالُ.
  وَقَوْلُهُ فِي (صفح - ٤١): «وَقَدْ أَوَّلَ بَعْضُهُمْ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي: الْجَمْعِ الصُّورِيِّ».
  قُلْتُ: يُقَالُ: يَرُدُّ هَذَا التَّأْوِيلَ أَنَّ الْجَمْعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ إِذَا أُطْلِقَ فِي الشَّرْعِ لَم يُفْهَمْ مِنْهُ إلَّا الْجَمْعُ الْمَعْهُودُ شَرْعًا، وَهْوَ جَمْعُ الصَّلَاتَيْنِ فِي وَقْتِ إِحْدَاهُمَا.
  وَظَنُّ أَبِي الشَّعْثَاءِ لَا حُجَّةَ فِيهِ(١).
  وَالرِّوَايَةُ الْمَرْفُوعَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيهَا نَظَرٌ(٢).
(١) وهو ما ورواه البخاري برقم (١١٧٤)، ط: (العصرية)، قال: «حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، به. قَالَ: سَمِعْتُ أبَا الشَّعْثَاءِ جَابِرًا، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ®، قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ÷ ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا» قُلْتُ: يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ، أَظُنُّهُ أَخَّرَ الظُّهْرَ، وَعَجَّلَ العَصْرَ، وَعَجَّلَ العِشَاءَ، وَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ، قَالَ: وَأَنَا أَظُنُّهُ». ورواه مسلمٌ برقم (١٦٣٣)، ط: (العصرية) قال: «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ [أَبِي الشَّعْثَاءِ]، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ ÷ ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا»، قُلْتُ: يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ أَظُنُّهُ أَخَّرَ الظُّهْرَ، وَعَجَّلَ الْعَصْرَ، وَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ، وَعَجَّلَ الْعِشَاءَ، قَالَ: وَأَنَا أَظُنُّ ذَاكَ». ورواه الحافظ الكبير ابنُ أبي شيبة في (المصنف) برقم (٨٣١٢)، والحافظ عبد الرزاق برقم (٤٤٣٦)، وأحمد بن حنبل في (المسند) (٢/ ٤٥٠) رقم (١٩١٨)، ط: (دار الحديث) قال الشيخ أحمد شاكر: «إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ»، وغيرهم.
(فائدة): أبو الشعثاء هو جابر بن زيد الأزدي، عن: ابن عباس وابن عمر، وعنه: قتادة وأبوعبيدة وأيوب وغيرهم، روى له الهادي في (المنتخب)، واحتج به الجماعة، توفي سنة ثلاث وتسعين، وقيل ثلاث ومائة، أفاده علامة العصر عبد الله بن الإمام الهادي القاسمي @ في (الجداول).
(٢) وهي ما رواه النسائي في (السنن الكبرى) (١/ ١٥٦) برقم (٣٧٦) قال: «أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، =