مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(بحث في المؤاخاة وتفضيل أمير المؤمنين علي # على سائر الصحابة)

صفحة 381 - الجزء 1

مع ابن القيم في زاد المعاد

(بحث في المؤاخاة وتفضيل أمير المؤمنين علي # على سائر الصحابة)

  قَالَ ابْنُ القَيِّمِ فِي (صفح/٥٦) مِنَ (الجزء الثاني) مِنْ (زَادِ الْمَعَادِ):

  «فَصْلٌ: ثُمَّ آخَى رَسُولُ اللَّهِ ÷، - وَلَمْ يَذْكُرِ الصَّلَاةَ عَلَى الآلِ عَلَى عَادَتِهِمْ - قَالَ: بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ. إِلَى قَوْلِهِ: وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ آخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ بَعْضِهِمْ مَعَ بَعْضٍ مُؤَاخَاةً ثَانِيَةً، وَاتَّخَذَ فِيهَا عَلِيًّا أَخًا لِنَفْسِهِ.

  إِلَى قَوْلِهِ: وَلَوْ آخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ كَانَ أَحَقَّ النَّاسِ بِأُخُوَّتِهِ أَحَبُّ الْخَلْقِ إلَيْهِ، وَرَفِيقُهُ فِي الْهِجْرَةِ، وَأَنِيسُهُ فِي الْغَارِ، وَأَفْضَلُ الصَّحَابَةِ، وَأَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدّيقُ، وَقَدْ قَالَ: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ خَلِيلًا لَاتّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلَامِ أَفْضَلُ»»، إِلَى آخِرِهِ.

  الْجَوَابُ: {أَهُمۡ يَقۡسِمُونَ رَحۡمَتَ رَبِّكَۚ}⁣[الزخرف: ٣٢]، هَذَا صَرِيحٌ فِي أَنَّ مُوجَبَ رَدِّ الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ كَونُهَا تَضَمَّنَت اتِّخَاذَهُ ÷ عَلِيًّا # أَخَاهُ دُونَ أَبِي بَكْرٍ، وَهْوَ خِلَافُ الْمَذْهَبِ، فَيُقَالُ لِلْشَّيْخِ:

  · مَاذَا تَقُولُ فِي الْخَبَرِ الْمُتَوَاتِرِ الَّذِي أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، وَأَخْرَجَهُ كُلُّ الْمُحَدِّثِينَ: «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي»، بِأَلْفَاظِهِ، وَسِيَاقَاتِهِ، وَمَقَامَاتِهِ؟! الَّتِي قَدْ جَمَعْتُهَا فِي (لَوَامِعِ الأَنْوَارِ)⁣(⁣١)، فَبَلَغَتْ زِيَادَةً عَلَى اثْنَي عَشَرَ مَقَامًا، سِوَى مَقَامِ تَبُوكَ.

  وَهَارونُ أَخو مُوسَى، وَوَزِيرُهُ وَشَرِيكُهُ فٍي أَمْرِهِ بِنَصِّ الْكِتَابِ، أَتَرُدُّهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: أَبُو بَكْرٍ مِنِّي ... إِلخ؟!.

  وَقَدْ ذَكَرْتُ مَا قَالَهُ عُلَمَاءُ الإِسْلَامِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ وَغَيْرِهِمْ فِي وَجْهِ دَلَالَتِهِ فِي


(١) (لوامع الأنوار) للإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # (الفصل الأول) (ط ١/ ١/٩٨)، (ط ٢/ ١/١٣٦)، (ط ٣/ ١/١٩٠).