(بحث في المؤاخاة وتفضيل أمير المؤمنين علي # على سائر الصحابة)
مع ابن القيم في زاد المعاد
(بحث في المؤاخاة وتفضيل أمير المؤمنين علي # على سائر الصحابة)
  قَالَ ابْنُ القَيِّمِ فِي (صفح/٥٦) مِنَ (الجزء الثاني) مِنْ (زَادِ الْمَعَادِ):
  «فَصْلٌ: ثُمَّ آخَى رَسُولُ اللَّهِ ÷، - وَلَمْ يَذْكُرِ الصَّلَاةَ عَلَى الآلِ عَلَى عَادَتِهِمْ - قَالَ: بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ. إِلَى قَوْلِهِ: وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ آخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ بَعْضِهِمْ مَعَ بَعْضٍ مُؤَاخَاةً ثَانِيَةً، وَاتَّخَذَ فِيهَا عَلِيًّا أَخًا لِنَفْسِهِ.
  إِلَى قَوْلِهِ: وَلَوْ آخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ كَانَ أَحَقَّ النَّاسِ بِأُخُوَّتِهِ أَحَبُّ الْخَلْقِ إلَيْهِ، وَرَفِيقُهُ فِي الْهِجْرَةِ، وَأَنِيسُهُ فِي الْغَارِ، وَأَفْضَلُ الصَّحَابَةِ، وَأَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدّيقُ، وَقَدْ قَالَ: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ خَلِيلًا لَاتّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلَامِ أَفْضَلُ»»، إِلَى آخِرِهِ.
  الْجَوَابُ: {أَهُمۡ يَقۡسِمُونَ رَحۡمَتَ رَبِّكَۚ}[الزخرف: ٣٢]، هَذَا صَرِيحٌ فِي أَنَّ مُوجَبَ رَدِّ الرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ كَونُهَا تَضَمَّنَت اتِّخَاذَهُ ÷ عَلِيًّا # أَخَاهُ دُونَ أَبِي بَكْرٍ، وَهْوَ خِلَافُ الْمَذْهَبِ، فَيُقَالُ لِلْشَّيْخِ:
  · مَاذَا تَقُولُ فِي الْخَبَرِ الْمُتَوَاتِرِ الَّذِي أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، وَأَخْرَجَهُ كُلُّ الْمُحَدِّثِينَ: «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي»، بِأَلْفَاظِهِ، وَسِيَاقَاتِهِ، وَمَقَامَاتِهِ؟! الَّتِي قَدْ جَمَعْتُهَا فِي (لَوَامِعِ الأَنْوَارِ)(١)، فَبَلَغَتْ زِيَادَةً عَلَى اثْنَي عَشَرَ مَقَامًا، سِوَى مَقَامِ تَبُوكَ.
  وَهَارونُ أَخو مُوسَى، وَوَزِيرُهُ وَشَرِيكُهُ فٍي أَمْرِهِ بِنَصِّ الْكِتَابِ، أَتَرُدُّهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: أَبُو بَكْرٍ مِنِّي ... إِلخ؟!.
  وَقَدْ ذَكَرْتُ مَا قَالَهُ عُلَمَاءُ الإِسْلَامِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ وَغَيْرِهِمْ فِي وَجْهِ دَلَالَتِهِ فِي
(١) (لوامع الأنوار) للإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # (الفصل الأول) (ط ١/ ١/٩٨)، (ط ٢/ ١/١٣٦)، (ط ٣/ ١/١٩٠).