ومن ذلك قوله في الإمام الأعظم المهدي لدين اللَّهِ محمد بن القاسم الحوثي الحسيني:

  وَقَدْ دَعَا الْحُوثِيُّ بَعْدَ الهَادِي⁣^(⁣١) ... وَلَمْ يَقُمْ بِوَاجِبِ الْجِهَادِ

  وهذا من الإفتراء العظيم، فالإمامُ المهدي لدين اللَّهِ لم يزل مجاهِدًا في سبيل اللَّه تعالى، وإنَّمَا حَجَزَهُ عن الحرب في آخر مُدَّتِه: الْوَرَعُ، وكَوْنُ الناسِ يتهافتون عَلَى النَّهْبِ والأَطماع.

  فكان يأمر الناسَ بالمدافعة فقط.

  ولو أَرَادَ سَفْكَ الدِّمَاء، وخَوْضَ الدَّهْمَاء لَبَلَغَ ما يُريدُ؛ إذ كان أعلامُ اليمن في طاعته، وأكثرُ الأُمَّة في وَلايته، وتحت رايته، ولهذا شَرَطَ عَلَى الإمام المنصورِ⁣^(⁣٢) لَمَّا وَلاَّه عَلَى جهاد الأتراك أَنْ يكون لديه من الجنود ما يَمْنَعُ أهلَ الفسادِ عن التعدي لحدود اللَّه، كما ذلك مذكور في توليته له.

  أخبرنا بهذا والدي والعلماء ¤ المعاصرون للإمام، وقد ذكرنا ذلك في غير هذا الموضع.

[الرد على دعوى على الإمام المهدي علي بن محمد العابد @]

  وقد عُرِفَ هذا الشيخ بتهجمه عَلَى أَئِمَّةِ الهدى، وأَعلام الاقتداء من الأولين والآخرين كما سبق، فقد قال في ترجمة الإمام المهدي لدين اللَّه علي بن محمد ما لفظه⁣^(⁣٣):

  «ومن الناس من يزعم أَنَّه غير مجتهد، والله أعلم».

  وقد كفانا الرد عليه ما ذكره الأَئِمَّةُ الأعلامُ في ترجمة الإمام عَليِّ بن محمد، منها (كاشفة الغُمَّة) للسيد الإمام الهادي بن إبراهيم الوزير، وكذلك ما في

(١) أي الإمام الهادي شرف الدين (ع).

(٢) أي الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين (ع).

(٣) (تراجم رجال شرح الأزهار) (ص/٢٥).