مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[عودة إلى تفنيد الأقوال المزورة على بعض علماء العترة المطهرة $]

صفحة 188 - الجزء 1

  مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ١١٣}⁣[هود]، حتى وَرَدَ في الآثار أَنَّها شَيَّبَتْ به ÷(⁣١).

  فهي قاطعةٌ لِمَا يَختلج⁣(⁣٢)، حاسمةٌ لِمَا يتردد ويَعْتَلِج⁣(⁣٣)؛ فإنَّ الوعيدَ فيها مُصَرِّحٌ عَلَى الطغيان، الصادقِ بأدنى تجاوزٍ لِمَا أُمروا به وعصيان، وبإمساسِ النَّارِ عَلَى الرُّكون - وهو: الميل اليسير - إلى مَن صَدَرَ منه الظلم، دع عنك الظالم نفسَه، ثم عَقَّبَ عَلَى دخولِ النار أَنَّه ليس لهم من دون اللَّهِ تعالى أولياء وأنهم لا يُنصرون، وهو يقتضي الخلودَ في العذاب، وانقطاعَ الأَسباب، فهل يَبْقَى بعد ذلك أيُّ شَكٍّ وارتياب، فنسأل اللَّهَ تعالى العصمةَ والسلامَة وحُسْنَ المرجعِ والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

[عودة إلى تفنيد الأقوال المزورة على بعض علماء العترة المطهرة $]

  هذا وقد تكلمنا في (التحف الفاطمية) عَلَى طَرَفٍ من الرَّدِّ للأقوال الْمُزَوَّرَةِ عَلَى بعض علماء العترة، كالسَّيِّد العلامة حميدان بن يحيى @، والسَّيِّد العلامة سبط الإمامة والزعامة وشرف السلالة من أبناء الوصاية والرسالة الحسين بن الإمام القاسم بن محمد $ فإنَّه نسب إليه في بعض التراجم القول: بأنَّ الخلاف في الأُصول لفظي.

  وفي هذا نَقْضُ التوحيدِ والعَدْل، وهَدْمُ دليل العَقْلِ والنقل، فيا سبحان اللَّه! كيف وهو عالِمُ بني الزهراء، والقائمُ بتأييد حُجَجِهم القاطعةِ الغرَّاء، وأقواله


(١) قال السيوطي في جمع الجوامع (٥/ ٥٠)، ط: (دار الكتب العلمية):

- «شَيَّبَتْنِي هُوْدٌ وَأَخَوَاتُهَا» (الطبراني عن عقبة بن عامر، وعن أبي جحيفة).

- «شيبتني هودٌ، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت»، (الترمذي، وقال: حسن غريب، والحاكم عن ابن عباس، الحاكمُ عن أبي بكر). انتهى. وقد استوفى السيوطي في جامعه، والمتقي الهندي في (كنز العمال) (١/ ٥٧٣)، ط: (مؤسسة الرسالة) تخريج ذلك.

(٢) خَلَجْتُ الشَّيْءَ خَلْجًا - مِنْ بَابِ قَتَلَ -: انْتَزَعْتُهُ، وَاخْتَلَجْتُهُ مِثْلُهُ، وَخَالَجْتُهُ: نَازَعْتُهُ، وَاخْتَلَجَ الْعُضْوُ: اضْطَرَبَ. تمت من (المصباح).

(٣) من المجاز: اعْتَلَجت الأَمواجُ: الْتَطَمَتْ، وكذلك: اعْتَلَجَ الهَمُّ في صَدْرِه، على المَثَلِ في الحديث: ونَفَى مُعْتلجَ الرَّيْبِ: هو منه، أَو من اعْتَلَجَتِ الأَمواجُ. تمت من (تاج العروس).