مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

مع الجلال في كتاب العصمة عن الضلال

صفحة 462 - الجزء 1

مع الجلال في كتاب العصمة عن الضلال

  وَفِي (صَفْح - ١٣) مِنْ كِتَابِ (الْعِصْمَةِ عَنِ الضَّلَال) للسَّيِّدِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْجَلَال⁣(⁣١).

  قَوْلُهُ: «وَاعْلَمْ أَنَّ الْمُعْتَزِلَةَ وَإِنْ هَرَبُوا مِنَ الْجَبْرِ، فَقَدْ لَزِمَهُمْ مَا هَرَبُوا مِنْهُ، وَذَلِكَ لَمَّا أَوْجَبُوا اللُّطْفَ ...»، إلخ.

  قُلْتُ: يُقَالُ: أَوَّلًا: الْكَثِيرُونَ مِنْهُم لاَ يُوجِبُونَ الأَصْلَحَ مِنَ اللُّطْفِ، فَلَا يَرِدُ عَلَيْهِم هَذَا الإِيرَادُ مِنْ أَصْلِهِ، فَإِلْزَامُهُ لِلْمُعْتَزِلَةِ مِنَ الإِيهَامِ وَالتَّلْبِيسِ وَالتَّغْرِيرِ.

  ثَانِيًا: أَنَّ القَائِلِينَ بِوُجُوبِ اللُّطْفِ لَا يَقُولُونَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ، وَلَا يُرَتِّبُونَ هَذَا التَّرْتِيبَ، وَإِنَّمَا يَقُولُونَ: إِنَّ اللُّطْفَ مَبْنِيٌّ عَلَى الاخْتِيَارِ، فَمَنْ عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ أَنَّهُ يَقْبَلُهُ وَيَنْتَفِعُ بِهِ وَيَخْتَارُ عِنْدَهُ فِعْلَ مَا كُلِّفَهُ لَطَفَ بِهِ، وَمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَخْتَارُ عِنْدَهُ ذَلِكَ، وَلَا يَلْتَطِفُ، لَمْ يَجْعَلْ لَهُ لُطْفًا؛ لِأَنَّهُ لَا مَعْنَى لَهُ.

  فَلَا مَعْنَى لِلْتَّهْوِيلِ بِقَوْلِهِ: خَلَقَهُ عَلَى بُنْيَةٍ لَا تَقْبَلُ، إلخ، بَلْ خَلَقَهُ عَلَى بُنْيَةٍ يَكُونُ مَعَهَا مُتَمَكِّنًا مِنَ القَبُولِ وَعَدَمِهِ. انْتَهَى.

  *******


(١) وهو (الرسالة الثالثة) المطبوعة في (مجموعة الرسائل اليمنية).