[بحث في أدلة التوسل من رواية القوم]
[٥/حديث «وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلينَ عَلَيْكَ»، وكلام مفيد للشيخ ابن تيمية]
  وَقَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي (الجزءِ الأَوَّلِ) مِنْ (فَتَاوَاهُ) (ص/٢٠٩) (الطبعة الأُولَى)(١) مَا لَفْظُهُ: «وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ(٢)، وَابْنُ مَاجَه(٣) عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ(٤)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ عَلَّمَ الْخَارِجَ إِلَى الصَّلَاةِ أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ: «وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا؛ فِإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلا سُمْعَةً»»، إِلَى قَوْلِ الشَّيْخِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ مَا لَفْظُهُ:
  «وَهْوَ السُّؤَالُ بالْمُعَظَّمِ كَالسُّؤالِ بِحَقِّ الأَنْبِيَاءِ». إِلَى قَوْلِهِ: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَوِّزُ ذَلِكَ، فَنَقُولُ: قَوْلُ السَّائِلِ لِلَّهِ تَعَالَى: أَسْأَلُكَ بِحَقِّ فُلَانٍ وَفُلَانٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَغَيْرِهِمْ، أَوْ بِجَاهِ فُلَانٍ، أَوْ بِحُرْمَةِ فُلَانٍ: يَقْتَضِي
(١) وفي طبعة (دار الوفاء) (١/ ١٥٣).
(٢) مسند أحمد (١٠/ ٦٨)، رقم (١١٠٩٩)، ط: (دار الحديث)، تحقيق (حمزة الزين): وقال: «إسناده حَسَن».
(٣) سنن ابن ماجه برقم (٧٧٨). قلت: ورواه الطبراني في كتاب (الدعاء) برقم (٤٢١)، وابنُ السني في (عمل اليوم والليلة) برقم (٨٥)، والبغوي في (الجعديات) برقم (٢١١٨).
وعزاه البوصيري في (اتحاف الخيرة المهرة) (٢/ ١٦٦) إلى أحمدَ بنِ مَنِيع، وقال: «رَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، فَهُوَ صَحِيحٌ عِنْدَهُ».
ورواه الحافظ الكبير ابنُ أبي شيبة في (المصنَّف) (١٥/ ١٠٦)، رقم (٢٩٨١٢)، تحقيق: (عَوَّامة) وقال بعد بحثٍ له في ترجيحه بين رفع الحديث أو وقفه: «وبهذا يُحْكَمُ بترجيح رفع الحديث على وقفه، لا كما قال أبو حاتم [في] (العلل) لابنه (٢٠٤٨): الموقوف أشبه، والله أعلم، عَلَى أنَّه من الواضح من ألفاظ الحديث أنَّ مثله لا يقال بالرأي، فالموقوف كالمرفوع. وقد حَسَّنَ الحديثَ جماعةٌ من الأئمة: الحافظ عبد الغني المقدسي، أدخله في جزئه (النصيحة في الأدعية الصحيحة)، وأبوالحسن الْمَقْدِسِيُّ شيخُ الْمُنْذري، نَقَلَ ذلك عنه في (الترغيب) (٢/ ٤٥٨ - ٤٥٩)، والدمياطيُّ في (المتجر الرابح) (١٣٢٥)، ولفظه: حَسَن إن شاء الله، والعراقيُّ في (تخريج الإحياء) (١/ ٣٢٣)، وابن حَجَر في (نتائج الأفكار) (١/ ٢٧٢)». انتهى.
(٤) «عطية بن سعيد بن جُنَادَةَ العَوْفِيُّ الْجَدَلِيُّ، أبو الحسن الكوفي، عن أبي سعيد وجابر وابن عباس وابن عمر وزيد بن أرقم وأنس وغيرهم، وعنه: الأَعمش، وحجاج [بن أرطأة]، وسفيان، و [عبد الرحمن] ابن أبي ليلى، ومالك بن مِغْوَل، وَخَلْقٌ، قال ابن معين: صالح، وَحَسَّنَ له الترمذيّ أحاديثَ، عِدَادُه في ثقات محدثي الشيعة، احتجَّ به البخاريُّ في (الأدب)، والأربعةُ إلَّا النسائيَّ، توفي سنة إحدى عشرة ومائة». أفاده في (الجداول).