[أمير المؤمنين علي # خير هذه الأمة وأفضلها]
  قُلْتُ: يُقَالُ: أَمَّا قِتَالُ أَهْلِ الرِّدَّةِ فَقَدْ كَانَ قِتَالًا عَنْ حَوْزَةِ الإِسْلَام، فَهْوَ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَفِي كُلِّ حَالٍ، وَمَعَ إِمَامٍ وَغَيْرِ إِمَام، وَعَلِيٌّ # هُوَ إِمَامُ الْهُدَى، فَكَيْفَ لَا يَذُبُّ عَنِ الدِّينِ الْحَنِيف؟!
  وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي أَوْجَبَ سُكُوتَهُ وَمُصَالَحَةَ القَوْمِ الَّتِي وَرَدَتْ بِلَفْظِهَا فِي رِوَايَةِ البُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ: فَطَلَبَ مُصَالَحَةَ أَبِي بَكْرٍ ... إلخ، وَلِهَذَا قَالَ: (فَأَمْسَكْتُ يَدِي حَتَّى رَأَيْتُ رَاجِعَةَ الإِسْلَامِ رَجَعَتْ) إلخ(١).
[أمير المؤمنين علي # خيرُ هذه الأمة وأفضلُهَا]
  (٤) وَفِي (صفح/١٥) قَوْلُهُ: «خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ».
  قُلْتُ: اعْلَمْ أَنَّ هَذَا وَأَمْثَالَهُ لَا يَصِحُّ؛ لِمُخَالَفَتِهِ لِلْنُّصُوصِ الْمُتَوَاتِرَةِ الْمَعْلُومَةِ، القَاضِيَةِ بِأَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَيِّدَ الْمُسْلِمِينَ # خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَفْضَلُهَا، وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مَنْزِلَةً.
  وَهْيَ مُنَاقِضَةٌ لِمَا سَبَقَ للإِمَامِ يَحْيَى # وَيَأْتِي مِنْ: «أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ # أَفْضَلُ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ÷؛ بِمَا خَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْفَضَائِلِ الظَّاهِرَةِ الَّتِي لَمْ يَحُزْهَا أَحَدٌ بَعْدَهُ، وَلَا كَانَتْ لِأَحَدٍ قَبْلَهُ، وَأَنَّ إِمَامَتَهُ ثَابِتَةٌ بِالنَّصِّ عَلَيْهِ، وَعَلَى وَلَدَيْهِ، وَأَنَّ فَضْلَهُ عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ أَظْهَرُ مِنْ نُورِ الشَّمْسِ»، إِلَى آخِرِ الْكِلَامِ السَّابِقِ، وَقْوَلِهِ فِي (صفح/٢٤): «الْحُكْمُ الأَوَّلُ: أَنَّ الإِمَامَ بَعْدَ رَسُولِ
(١) هذا النص من ضمن كتاب لأمير المؤمنين علي # إلى أهل مصر مع مالك الأشتر ¦ لَمَّا ولاه إمارتها، وفيه: (أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً (÷) نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ، وَمُهَيْمِناً عَلَى الْمُرْسَلِينَ، فَلَمَّا مَضَى (#) تَنَازَعَ الْمُسْلِمُونَ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ يُلْقَى فِي رُوعِي، وَلا يَخْطُرُ بِبَالِي أَنَّ الْعَرَبَ تُزْعِجُ هَذَا الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ (÷) عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلا أَنَّهُمْ مُنَحُّوهُ عَنِّي مِنْ بَعْدِهِ، فَمَا رَاعَنِي إِلاَّ انْثِيَالُ النَّاسِ عَلَى فُلانٍ يُبَايِعُونَهُ، فَأَمْسَكْتُ يَدِي حَتَّى رَأَيْتُ رَاجِعَةَ النَّاسِ قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الإِسْلامِ، يَدْعُونَ إِلَى مَحْقِ دَيْنِ مُحَمَّدٍ (÷) فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ أَنْ أَرَى فِيهِ ثَلْمًا، أَوْ هَدْمًا تَكُونُ الْمُصِيبَةُ بِهِ عَلَيَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ وِلايَتِكُمُ الَّتِي إِنَّمَا هِيَ مَتَاعُ أَيَّامٍ قَلائِلَ، يَزُولُ مِنْهَا مَا كَانَ كَمَا يَزُولُ السَّرَابُ، أَوْ كَمَا يَتَقَشَّعُ السَّحَابُ، فَنَهَضْتُ فِي تِلْكَ الأَحْدَاثِ حَتَّى زَاحَ الْبَاطِلُ وَزَهَقَ، وَاطْمَأَنَّ الدِّينُ وَتَنَهْنَهَ ...).