مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[المقدمة]

صفحة 212 - الجزء 1

[المقدمة]

  

  {ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ}، {عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا ٢٦ إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا ٢٧}⁣[الجن]، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ أَرْسَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، الْمُنْزَلِ عَلَيْهِ مِنَ الذِّكْرِ الْمُبِين {هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ٢ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣}⁣[البقرة]، وَعَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ. وَبَعْدُ:

  فَإِنَّهُ لَمَّا كَانَ الاطِّلَاعُ عَلَى السُّؤَالِ الَّذِي لَمْ يُبَيِّنْ صَاحِبُهُ فِيهِ اسْمَهُ، وَلَمْ يُوضِحْ مُورِدُهُ رَسْمَهُ، بَلْ لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ تَحِيَّةَ السَّلَامِ، الَّتِي هِيَ سُنَّةُ أَهْلِ الإِسْلَامِ.

[رغبة المؤلف في البحث والمذاكرة]

  وَإِنَّا بِحَمْدِ اللهِ تَعَالَى وَفَضْلِهِ لَنَرْغَبُ فِي البَحْثِ وَالْمُذَاكَرَةِ، السَّالِكَةِ مَنْهَجَ أَهْلِ العِلْمِ فِي السُّؤَالِ وَالاِسْتِرْشَادِ، وَطَلَبِ الحَقِّ، مَعَ اسْتِعْمَالِ آدَابِ البَحْثِ الْمَعْهُودَةِ بَيْنَ السَّلَفِ وَالخَلَفِ.

  فَأَقُولُ وَباللهِ تَعَالَى التَّوفِيقِ:

[تخريج الحديث الذي في فضل الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين (ع)]

  أَمَّا قَوْلُهُ: «أَوَّلًا: مَنْ رَاوِي الحَدِيثِ ...» يَعْنِي الَّذِي رَوَيْنَاهُ فِي (شَرْحِ الزُّلَفِ) فِي (صفح - ٦٣)، وَلَفْظُهُ: وَأَشَارَ الرَّسُولُ ÷ بِيَدِهِ إِلَى اليَمَنِ ... الخَبَرَ⁣(⁣١).

  فَالْجَوَابُ، واللَّهُ الْمُوَفِّقُ إِلَى مَنْهَجِ الصَّوَاب: أَنَّ الحَدِيثَ هَذَا رَوَاهُ كَثِيرٌ مِنْ أَعْلَامِ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ÷ وَأَوْلِيَائِهِمْ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِم كَمَا يَعْرِفُ ذَلِكَ مَنْ لَهُ اطِّلَاعٌ عَلَى عُلُومِهِمْ وَمُؤَلَّفَاتِهِم.


(١) لفظ التحف شرح الزلف: وَأَشَارَ الرَّسُولُ ÷ بِيَدِهِ إِلَى اليَمَنِ، وَقَالَ: «سَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِي فِي هَذِهِ الْجِهَةِ اسْمُهُ يَحْيَى الهَادِي يُحْيِي اللهُ بِهِ الدِّيْنَ».