[بحث في الخلود]
  وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الجَاهِلِينَ».
  وقد استوفيتُ طُرُقَ هذا الخبرِ وغيرِهِ من الأَخبار في (لوامع الأنوار)(١).
  ولنعد إلى المقصود، بعون الملكِ المعبود.
  إذا تَقَرَّرَ هذا فنقول: هذا الخبرُ من القِسْمِ الثاني - أَعني ما أَمكنَ تأويلُهُ، وصَحَّتْ طريقُهُ - فيجبُ العدولُ إلى التأويل.
  والمسألةُ التي وَرَدَ فيها من أُصولِ مسائلِ الوَعْدِ والوعيد.
[بحث في الخلود]
  وقد عُلِمَ مِن هناك خلودُ مَنْ دَخَلَ النار - أعاذنا اللَّهُ تعالى منها - بآياتِ القرآنِ الحكيم، وقواطعِ السنَّةِ النبويةِ، وإجماعِ آلِ الرسولِ ÷ قُرَنَاءِ التنزيل، وأُمَنَاء التأويل، {رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدۡخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدۡ أَخۡزَيۡتَهُۥۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ ١٩٢}[آل عمران]، {إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِي نَعِيمٖ ١٣ وَإِنَّ ٱلۡفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٖ ١٤ يَصۡلَوۡنَهَا يَوۡمَ ٱلدِّينِ ١٥ وَمَا هُمۡ عَنۡهَا بِغَآئِبِينَ ١٦}[الإنفطار]، {وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ٢٣}[الجن]، {فَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ ٨٦}[البقرة]، {كُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ أَن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَا مِنۡ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا}[الحج: ٢٢]، {كُلَّمَا نَضِجَتۡ جُلُودُهُم بَدَّلۡنَٰهُمۡ جُلُودًا غَيۡرَهَا}[النساء: ٥٦]، {كُلَّمَا خَبَتۡ زِدۡنَٰهُمۡ سَعِيرٗا ٩٧}[الإسراء]، {مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ ١٨}[غافر].
  وغير ذلك من العموماتِ القاطعة، والخصوصاتِ الساطعة، ممن لا يُبَدَّلُ القولُ لديه وليس بظلَّامٍ للعبيد.
  وكَفَى في هذا الباب، بما قَصَّهُ اللَّهُ تعالى في الكتابِ عن أَهْلِ الكتاب، حيثُ يقولُ جَلَّ اسمُه: {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَةٗۚ قُلۡ أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ
(١) في (الفصل الثامن) من (لوامع الأنوار) للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # (ط ١/ ٢/٤٤٧)، (ط ٢/ ٢/٤٩٢)، (ط ٣/ ٢/٥٤٥).