[المقدمة]
[المقدمة]
  
  وبالله نستعين، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّم عَلَى رسولِهِ المصطَفَى، وآلِهِ الحنفا، ورضي اللَّهُ عن مَنْ بِدِينِهِم اعْتَصَم، وبهديهم التزم، فاستمسكَ بالعروة الوثقى، واسْتَعْصَمَ بالْحَبْلِ المتين الأَقوى، دَعْ عنك مَنْ لَبَّسَ عَلَى العِبَاد بالتدليس، واقتعد مَقاعِدَ التدريس، وقد اقتادَه الضلالُ بِمَقَاوِدِ(١) الهوى فصار من حزب إبليس.
  اللهمَّ إنَّا نسألُكَ التثبتَ في القول والعَمَل، ونعوذ بك - وأنتَ خيرُ مُسْتَعَاذٍ - مِنَ الزيغِ والزَّلَل.
  اعلم أيُّها الأَخُ أَيدنا اللَّهُ تعالى وإياك بتوفيقه، وأَمَدَّنَا باللطف للزوم منهاج الحقِّ وطريقه، أنَّ اللَّهَ جَلَّ شأنُه، وعَزَّ سُلطانُه يقول: {۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ وَلَوۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ}[النساء: ١٣٥]، ويقول ø: {وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ}[آل عمران: ١٨٧].
  فلمثل هذه الأوامر القرآنية، والزواجر الإلهية من الكتاب الكريم والسنَّة النبوية تحتَّمَ وحَقَّ الصدع بالحقِّ وَإِنْ شَقَّ.
  ولا شَكَّ أنَّا لَا نعدم من يَمجُّ مَا نُلْقِيه إليه سَمْعُه، ويَضيقُ لِمَا نُمْليه عليه ذَرْعُه(٢)، ولا سيما إذا توجَّه النقمُ عَلَى أشياخِهِ وقادتِهِ الكبراءِ، الذين قد صاروا مُحَكَّمِينَ في دينه أُمَرَاء.
  وَبِمَنِّ اللَّهِ تعالى وإفضالِهِ لا نقول لهذا وأمثاله إلَّا كما قال ø:
(١) «الْمِقْوَدُ - بِالْكَسْرِ -: الْحَبْلُ يُقَادُ بِهِ، وَالْجَمْعُ: مَقَاوِدُ. وَالْقِيَادُ: مِثْلُ الْمِقْوَدِ، وَمِثْلُهُ لِحَافٌ وَمِلْحَفٌ، وَإِزَارٌ وَمِئْزَرٌ، وَيُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الطَّاعَةِ وَالْإِذْعَانِ. وَانْقَادَ فُلَانٌ لِلْأَمْرِ، وَأَعْطَى الْقِيَادَ: إذَا أَذْعَنَ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا». تمت من (المصباح المنير).
(٢) «ضَاقَ بِالْأَمْرِ ذَرْعًا: شَقَّ عَلَيْهِ، وَالْأَصْلُ: ضَاقَ ذَرْعُهُ أَيْ طَاقَتُهُ وَقُوَّتُهُ، فَأُسْنِدَ الْفِعْلُ إلَى الشَّخْصِ، وَنُصِبَ الذَّرْعُ عَلَى التَّمْيِيزِ». من (المصباح).