مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[مذاكرة مع العلامة محمد بن الحسن الوادعي في الإرجاء]

صفحة 171 - الجزء 1

  وممن اغْتَرَّ بهذا الشيخ كثيرٌ من أهل التواريخ كالقاضي حسين العَرَشِي في (بلوغ المرام)، حيث قال⁣(⁣١): «وعَارَضَه⁣(⁣٢) المهديُّ محمدُ بنُ القاسمِ الحوثي الحُسَيني من بقية أهل ضحيان وحوث ومن قال بقولهم ...»، إلى قوله:

  «فرأى محمد بن القاسم أَنَّ الأحسنَ متابعتهم، مع ما هو عليه من العِلْم الغزير، والتقوى، وملازمة الأَئِمَّةِ السابقين ...» إلخ كلامه في جانب الإمام وعلماء الإسلام.

  والوالد محمد بن محمد زَبَارَة، والقاضي عبد الواسع بن يحيى الواسعي، ولقد عاتبتُهُمَا في بعض النقولات الباطلة عن الأَئِمَّة، فاعتذرا أَنَّهُما اعتمدا عَلَى تاريخ الشيخ المذكور.

  وقد كان⁣(⁣٣) لا يُبَالي بما تَقَوَّلَ به من خلاف الواقع المعلوم، ومن ذلك قوله في منظومته:

  ثُمَّ دَعَا مِنْ بَعْدِ ذَاكَ القَاسِمِي ... وَكَانَ فِيهَا أَوَّلًا كَالْهَائِمِ

  فَاضْطَرَبَتْ بِهِ بِلَادُ الْقِبْلَهْ ... وَهْيَ إِلى الآنَ بِتِلْكَ الْعِلَّهْ

  أَشَارَ قَوْمٌ بِوُصُولِ العُلَمَا ... فَوَصَلُوا وَكَاتَبُوا وَكُلّمَا

  أَجَابَ قَالَ اثْنَيْنِ في الإِمَامَهْ ... يَجُوزُ هَذَا مَذْهَبِي تَمَامهْ

  وقد كَذَّبَه وعَلَّقَ عَلَى كلامِهِ الإِمامُ الهادي⁣(⁣٤) ¥، وأفاد أَنَّ هذا زورٌ وبُهتانٌ عليه، ولم يقل بجواز إمامين، ولو كان ذلك جائزًا فلِم قامت الحربُ بينهما، وقُتل فيها قتلى كثير؟!.

  فانظر إلى سخافة كلامه وعباراته، المزرية بأَئِمَّةِ الهدى، والعلماء العاملين.


(١) (كتاب بُلُوغِ المرام في شَرْحِ مِسْكِ الْخِتَامِ) للقاضي حسين العرشي (ص/٧٩).

(٢) أي الهادي شرف الدين (ع).

(٣) أي الجنداري.

(٤) أي الإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي (ع).