مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

ورعه وزهده

صفحة 33 - الجزء 1

حالته الاقتصادية

  حالته الاقتصادية: لم يكن مُتْرفاً، ولا مشغولاً بالرفاهية؛ لأنه نشأ في الزهد والعفّة، لا فقيراً فقراً مُدْقِعاً يَزْدَرِيه الأرَاذِلُ فيخْلق وجهه لأحدٍ منهم، ولا مثرياً ثراءً مبطراً كمن نشاهده من أبناء الدنيا الذين همّهم المأكول والمشروب، والروح والراحة.

  يقنع من الزَّاد بما يقيم صُلْبَه، غير شَرِهٍ ولا نَهِمٍ، ولا مُبالٍ بما يفتتن به أبناء الزمان من اللحم السمين والطعام الأنيق كالشوي والسبايا الذيْن هما بعصرنا مشهور المخبوزات، لا يبالي بالزمان، ولا يهمّه اكتساب الدرهم والدينار، وحقّ له أن يتمثل له بقول جده علي #:

  وما هِيَ إلا جَوْعَةٌ قَدْ سَدَدْتُها ... وكُلُّ طَعَامٍ بينَ جَنْبَيْكَ وَاحِدُ

ورعه وزهده

  ورعه وزهده: وَرِعٌ عَفِيفٌ، متقشّف، لم يخالط الدّوْلة، ولم يقم بوظيفة قطّ سوى تدريس العلم، وهكذا وجدناه منذ اجتماعنا واعترافنا به من سنة ١٣٥٨ هـ إلى التاريخ سنة ١٣٨٧ هـ، لم يقم بقضيّة تتّصِلُ بالدولة إلا نافعاً أو شافعاً لضعيفٍ ظُلِم، فهو يتشفَّع عند ذوي الأمر مع كَرَاهَةِ وُلُوجِهِ عَليْهم، لولا خشيتُه من الله أن يُسْأَل عن جَاهِه.

رجوع العلماء إليه

  الرجوع إليه: مَرْجِعٌ ديني حقيقة، فلا أعلم في أرض صعدة ونواحيها بمشكلة أو حادثة يجب البحث عنها من قبائل مدينة صعدة أو سكان المدينة تَحْدُثُ عليهم حادثة إلاّ ويقول: سنسأل سيّدي مجدالدين، هكذا قبول عظيم، وبحبّ شديد ممن عرفنا هناك.